ولد العباس: الرئيس الحالى لن يكون مرشح الجيش فى 2019
الجزائر ـ «القدس العربي»: قال جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، حزب السلطة الاول في الجزائر، إن الرئيس الحالى عبد العزيز بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في 2019، مؤكدا بذلك الكلام الدائر حول اعتزام بوتفليقة الترشح الى ولاية رئاسية خامسة.
وأضاف أمس الجمعة في تصريحات صحفية أن الجيش هو مؤسسة جمهورية صلاحياتها محددة دستوريا، وأنه لا دخل للجيش في السياسة وفِي الانتخابات الرئاسية المقبلة، رافضا الاعتراف بوجود شرعية عسكرية، وأن الشيء الوحيد الذي مازال موجودا هي الشرعية الثورية، على حد قوله.
وأشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى أن الرئيس بوتفليقة لن يكون مرشح الجيش في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن الجزائر ليست دولة عسكرية، والدستور الذي تم إقراره في 2016، يكرس الديمقراطية والدولة المدنية، وأن بوتفليقة لن يقبل أن يكون مرشح العسكر.
كلام جمال ولد عباس يتضمن اعترافا غير صريح أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ينوي الترشح لولاية رئاسية خامسة، وهذا ليس غريبا على زعيم جبهة التحرير الذي أعلن فور تعيينه في منصبه خلفا لعمار سعداني الذي دفع الى الاستقالة منذ اكثر من سنة، أنه يؤيد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغم أن الدستور الحالي ينص على تحديد الفترة الرئاسية بولايتين فقط غير قابلتين للتجديد، لكن بما أن بوتفليقة حصل على ولاياته الأربع قبل إقرار الدستور الحالي فإنه من الناحية القانونية وبمجرد قراءة سريعة للمجلس الدستوري بإمكانه الترشح لولاية خامسة وسادسة إن أراد، فبوتفليقة سيكون آخر من يتولى الرئاسة مدى الحياة، لان المادة المحددة للولايات أضحت مسجلة ضمن الثوابت الدستورية التي لا يمكن لأي كان أن يعيد النظر فيها، مثل مواد اخرى تتعلق بالهوية والدين والطابع الجمهوري.
وبعيدا عن النقاش القانوني بخصوص ترشح بوتفليقة الى ولاية خامسة، يبدو أن هذا الخيار السياسي هو الوحيد المتاح أمام النظام للاستمرار خمس سنوات أخرى، فالمؤشرات، المتوفرة حتى الان، توحي بأن النظام بكل مكوناته لن يكون من السهل عليه الاتفاق حول الخليفة، فالخلاف الذي كان مطروحا في نهاية 2013 وبداية 2014، يتكرر مرة أخرى، واذا لم يتمكن أهل الحل والعقد من التوافق على شخص يكون هو البديل، فالاستمرار في «الحكم البوتفليقي» سيكون الحل «الأقل سوءً» على الأقل بالنسبة اليهم، بالرغم من الأوضاع الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتي وبالرغم من صعوبتها الا أنها لن تقف حائلا أمام ولاية خامسة للزئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغم ارتفاع بعض الأصوات المعارضة التي تطالب بقطع الطريق عليها، تفاديا لدخول البلاد في منطقة اللاعودة! مثلما لم تكن أوضاعه الصحية عائقا امام ترشحه لولاية رابعة وبقائه في الحكم، رغم تراجع أدائه ونشاطه الى الحد الأدنى.