محمد محفوظ أحمد يودع “النظيف الأخضر المدان”
وماذا بعد؟!
رفرفْ أيها العَلم المدلل بالخضاب، المفروض لأمر ليس فيك! واختف أنت أيها النظيف الأخضر المدان بالسبق، في غيابات المخازن والكواليس المغبرة حيث الوطن نفسه…
واصمت يا ناصح الأمة وناصر الإله بكلماتك الفصيحة، وافرح براحتها من الأنغام التي رقصتها بعدك افتياتا… استحسانا.
*
ثم ما ذا بعد الإتيان على الأخضر والأحمر:
– هل ستمطر السماء ويزول المحل ويرتع النحل؟
– هل سيصلح التعليم، ويقف أمام كل ثلاثين تلميذا مدرس متمكن بليغ، يدخر نصف راتبه لوقت حاجته؟
– هل سترتفع نسبة الناجحين بجدارة إلى 99.99%؟
– هل ستنعم أبدان الفقراء بالصحة، وتعم المشافي الكاملة كل البلاد؛ فلا تضع سيدة مولودها ميتا من المعاناة في باص للنقل العام، تتدافعها المصحات بين المدن؟! وهل ستنتهي رحلات المرضى اليائسين من الرعاية إلى مصحات الخارج؟ وهل ستختفي الأدوية المغشوشة والعقاقير المزورة، ويحل الصيادلة المؤهلون محل “الوﮔـافة” في دكاكين تلك العقاقير؟
– هل ستنخفض أسعار القمح والأرز والسكر و”غولوريا” والكهرباء والماء والمعاينات الطبية…؟
– هل ستنزل أسعار المحروقات إلى مستواها الموضوعي، وينادى في الإعلام بمصير المليارات التي جُبيت من فارق سعرها الهائل طيلة السنوات الأخيرة؟
– هل ستجري المياه العذبة من تحت كل مدينة وقرية، فتسلك سبلها وأنابيبها إلى كل بيت يعاني الظمأ والفقر؟
– هل سيستقل القضاء حقا وتصبح أحكامه نافذة ماضية على كل شخص طبيعي أو معنوي؟
– هل سيوضع عن الفقراء إصر الضرائب المجحفة والرسوم والمكوس المرهقة؟ وهل ستزول ريبة المستثمرين وصدودهم، ويتوافدون بأموالهم ومصانعهم، ثقة في عدالة نظامنا الضريبي، وانقراض الظلم والفساد والابتزاز؟
– هل سينتهي الفساد وتنظف الذمم ويحصن المال العام من تلاعب السلطة واختلاس أعوانها، واختلال موازين رقابتها؟
– هل سيسود الأمن ويقطع دابر لصوص الشوارع والمنازل وينام الناس في بيوتهم أو يغادرونها لا يخافون عليها مبكرا ولا طارقا؟
– هل سيصلح حال السلطة فتعدل بين الرعية ولا تجازي إلا بحق ولا تعاقب إلا بنص وعدل ورفق؟
– هل ستنضج النخبة السياسية فتعي وتعف وتناصر وتعادي في الله وفي الوطن، وتعتمد على قدراتها لا على بيع ضمائرها وتحكيم جيوبها؟
وهل، هل، وهل، هل، ثم هل، هل، وهل، وهل….؟؟؟؟؟؟؟؟
رفرف واعزف من ألحان من تشاء… قبل أن يأتي من يردك على أعقابك!
مبارك العيد… وكل عيد