كتاب عرب
“الطريق إلى القدس” يمر عبر “تويتر”
تشكل ردود الفعل العربية بأنواعها، الرسمية والإعلامية والسياسية والشعبية، على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل مقر السفارة الأميركية إليها، حالة نموذجية لأمراض الوطن العربي.
ولأن كاتب هذه السطور مصري الجنسية، فقد تابع تفاصيل ردود فعل النظام المصري وأذرعه السياسية والإعلامية بدقة، فوجد أن أذرع النظام الإعلامية تتهم قطر والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة، بأنهم المسؤولون عن القرار. وتعدى رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع ذلك إلى المطالبة بمحاكمة “حماس” وحزب الله و”القاعدة” و”داعش” على ضياع القدس، لأنهم شغلوا الجيوش العربية عن محاربة إسرائيل! وكأن الجيوش العربية تحارب هؤلاء منذ 60 عاما مثلا، وكأن عبد الفتاح السيس ليس حاكما لدولة عربية، من المفترض أن يتخذ إجراءات واضحة وحازمة تجاه القرار. والمفارقة أن هذا الشخص كان أول المطبّلين والمهللين لفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ووصف المعارضين لترامب بأنهم “أرامل كلينتون”، ليرد عليه باسم يوسف بهاشتاغ شهير، أصبح الأول في العالم، وكانت فضيحة عالمية للسيد رئيس التحرير. كما كانت الأذرع الإعلامية جميعا في حالة نشوة، بعد فوز ترامب في الانتخابات، وكانوا يتسابقون على تشبيهه بالسيسي، وبأن وجهات نظرهما متطابقة في كل القضايا، والتقطت الكاميرات صوت السيسي في أثناء زيارته الولايات المتحدة، وهو يقول لترامب إنه سيدعمه في “صفقة القرن” التي تتكشف خيوطها يوما بعد يوم.
ولأن كاتب هذه السطور مصري الجنسية، فقد تابع تفاصيل ردود فعل النظام المصري وأذرعه السياسية والإعلامية بدقة، فوجد أن أذرع النظام الإعلامية تتهم قطر والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة، بأنهم المسؤولون عن القرار. وتعدى رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع ذلك إلى المطالبة بمحاكمة “حماس” وحزب الله و”القاعدة” و”داعش” على ضياع القدس، لأنهم شغلوا الجيوش العربية عن محاربة إسرائيل! وكأن الجيوش العربية تحارب هؤلاء منذ 60 عاما مثلا، وكأن عبد الفتاح السيس ليس حاكما لدولة عربية، من المفترض أن يتخذ إجراءات واضحة وحازمة تجاه القرار. والمفارقة أن هذا الشخص كان أول المطبّلين والمهللين لفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ووصف المعارضين لترامب بأنهم “أرامل كلينتون”، ليرد عليه باسم يوسف بهاشتاغ شهير، أصبح الأول في العالم، وكانت فضيحة عالمية للسيد رئيس التحرير. كما كانت الأذرع الإعلامية جميعا في حالة نشوة، بعد فوز ترامب في الانتخابات، وكانوا يتسابقون على تشبيهه بالسيسي، وبأن وجهات نظرهما متطابقة في كل القضايا، والتقطت الكاميرات صوت السيسي في أثناء زيارته الولايات المتحدة، وهو يقول لترامب إنه سيدعمه في “صفقة القرن” التي تتكشف خيوطها يوما بعد يوم.
وعلى الرغم من أن هذ العته الاعلامي معروف، ومعناد من الاعلام المصري الموالي للسيسي، إلا أن العته والخبل امتدا إلى برلمان الأخير
أيضا، فقد اتهم دولة قطر على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب بأنها السبب في اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل “لأن الدوحة تسببت في انشغال الدول العربية بالإرهاب” على حد قوله، مدّعيا أن قطر لم تصدر أي رد فعل على القرار، في كذبةٍ صريحةٍ تورّط فيها النائب مع المذيع أحمد موسى الذي زعم الأمر نفسه، على الرغم من إدانة قطر الواضحة منذ البداية للقرار.
ظهرت هذه القنابل الدخانية التي حاولت فيها أذرع النظام التغطية على مواقفه المخزية واضحة في بيان الرئاسة المصرية، ردا على القرار، والذي قال إنه “لم يأتِ في السياق المتفق عليه”، في إشارة إلى وجود اتفاق مسبق بشأن القرار في سياق معين، لم يلتزم به ترامب، وهو ما كشفت عنه القناة العاشرة الإسرائيلية التي ذكرت أن الرئيس الأميركي قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد حصوله على ضوء أخضر من مصر والسعودية. أما السيسي نفسه فلم يتحدث عن الموضوع مطلقا، على الرغم من أنه ظهر في اليومين التاليين للقرار، في أحد مؤتمراته الهزلية التي يتحدث فيها عن دعم الشباب، وكل هذا الهراء الذي يدمنه، والغريب أنه ظهر في حالة مزاجية ممتازة، وامتزجت كلماته بعشرات الضحكات والقهقهات والابتسامات، وكأنه حقق إنجازا ضخما!
وفي أرض الواقع، تكشفت السياسة الحقيقية لنظام السيسي مع القرار، بعد أن اعتدت قوات الأمن على المظاهرات التي حاولت الخروج لإبداء تضامنها مع القدس أمام نقابة الصحافيين والجامع الأزهر، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين، في مشهدٍ لم يتكرر إلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة نفسها، فجميع الحكام العرب تقريبا سمحوا بخروج المظاهرات المندّدة بقرار ترامب والمتضامنة مع القدس، مثل الأردن والجزائر وتونس والسودان، عدا السيسي! في مشهد ذكّرنا بقمع السيسي مظاهرات ضد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، كانت ترفع الأعلام المصرية، مقابل الاحتفاء بمن يرفعون الأعلام السعودية، والمؤيدين للتنازل عن الجزيرتين.
لكن يمكن قراءة سلوك قوات الأمن مع المتظاهرين، من منطلق أصبح واضحا الآن، وهو أن السيسي يخاف كل الخوف من أي تجمعاتٍ شعبيةٍ تحت أي ظرف، ولأي سبب، خشية تحولها مظاهرات معارضة له، وأصبح هذا الخوف بمثابة “فوبيا” أصيب بها السيسي ونظامه، وجعلتهم يرتجفون من أي تحرّك شعبي. تويتر”.
ظهرت هذه القنابل الدخانية التي حاولت فيها أذرع النظام التغطية على مواقفه المخزية واضحة في بيان الرئاسة المصرية، ردا على القرار، والذي قال إنه “لم يأتِ في السياق المتفق عليه”، في إشارة إلى وجود اتفاق مسبق بشأن القرار في سياق معين، لم يلتزم به ترامب، وهو ما كشفت عنه القناة العاشرة الإسرائيلية التي ذكرت أن الرئيس الأميركي قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد حصوله على ضوء أخضر من مصر والسعودية. أما السيسي نفسه فلم يتحدث عن الموضوع مطلقا، على الرغم من أنه ظهر في اليومين التاليين للقرار، في أحد مؤتمراته الهزلية التي يتحدث فيها عن دعم الشباب، وكل هذا الهراء الذي يدمنه، والغريب أنه ظهر في حالة مزاجية ممتازة، وامتزجت كلماته بعشرات الضحكات والقهقهات والابتسامات، وكأنه حقق إنجازا ضخما!
وفي أرض الواقع، تكشفت السياسة الحقيقية لنظام السيسي مع القرار، بعد أن اعتدت قوات الأمن على المظاهرات التي حاولت الخروج لإبداء تضامنها مع القدس أمام نقابة الصحافيين والجامع الأزهر، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين، في مشهدٍ لم يتكرر إلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة نفسها، فجميع الحكام العرب تقريبا سمحوا بخروج المظاهرات المندّدة بقرار ترامب والمتضامنة مع القدس، مثل الأردن والجزائر وتونس والسودان، عدا السيسي! في مشهد ذكّرنا بقمع السيسي مظاهرات ضد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، كانت ترفع الأعلام المصرية، مقابل الاحتفاء بمن يرفعون الأعلام السعودية، والمؤيدين للتنازل عن الجزيرتين.
لكن يمكن قراءة سلوك قوات الأمن مع المتظاهرين، من منطلق أصبح واضحا الآن، وهو أن السيسي يخاف كل الخوف من أي تجمعاتٍ شعبيةٍ تحت أي ظرف، ولأي سبب، خشية تحولها مظاهرات معارضة له، وأصبح هذا الخوف بمثابة “فوبيا” أصيب بها السيسي ونظامه، وجعلتهم يرتجفون من أي تحرّك شعبي. تويتر”.