ليتهم قتلوه…
ليتهم قتلوه…
أقصد ذلك اللص الذي قبض عليه مجموعة من الشباب في وقت متأخر من الليل ، وقاموا بتعذيبه وتصوير الحادثة ..
نعم .. ليتهم قتلوه ليريحوا الناس من شروره.
السطو المسلح وترويع الآمنين في بيوتهم لا يستحق صاحبه التعاطف ، ولكننا مجتمع منافق ..
نحن جميعا نعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها التعمل مع اللصوص حال القبض عليهم من طرف أصحاب البيوت والمحلات التجارية، واللصوص يفضلون الوقوع في أيدي الشرطة على أن يتمكن منهم المواطنون .. هذه حقيقة تعرفونها جميعا ، وأغلبكم كان شاهدا على حوادث مماثلة، إن لم يكن شارك فيها .. فلماذا الآن فقط تنتقدونها ؟ ألأنها كانت موثقة بالصوت والصورة ؟
هل كان على أولئك الشباب أن يفتحوا له باب منزلهم و يصنعوا له شايا، ثم يمكنوه مما أراد ، وينتظروا حتى تحضر الشرطة ، إن حضرت، فتأخذه إلى أقرب سجن يقضي فيه يومين يتعلم خلالهما طرقا جديدة للسطو، أو يعقد صفقات مع بعض رجال الشرطة ، ثم يخرج إلى المجتمع أشرس مما كان ؟..
ليست عندنا دولة بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة .. وهذا تعرفونه جميعا أيضا .. هل فيكم من سرق منه شيء ثم ذهب إلى الشرطة و أعانته على استرجاعه ؟ .. لا تجيبوا ، فأنا أعرف الجواب ..
خلاصة القول أن ذلك اللص يستحق ما نال من عقاب وأكثر .. وتصوير الحادثة أمر ضروري لردع بقية اللصوص .. فلا أحد أرأف بالخلق من الله تعالى ، وقد قال “وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين”..
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ” قال سعد بن عبادة : يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء ؟ قال : نعم . قال كلا والذي بعثك بالحق ، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك “.
وعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : لَوْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلا لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْ سَعْدٍ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلا شَخَصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلا شَخَصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ ، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ ، وَمُنْذِرِينَ ، وَلا شَخَصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلِذَلِكَ وَعَدَ الْجَنَّةَ ”