نواكشوط: حركة ماركسية سابقا تتخلى عن السرية وتعتمد توجهات جديدة
نواكشوط – من الشيخ بكاي- اعلنت “الحركة الوطنية الديموقراطية” ذات النزعة الماركسية سابقاً انها “توقف اعتباراً من الآن اي وجود سري” لها خارج الشرعية. وكشفت “تغييراً كبيراً في التوجهات الاستراتيجية” لديها. ويأتي الاعلان قبل ساعات من افتتاح مؤتمر تنظمه الحركة باسم تجمع المعارضة الرئيسي “اتحاد القوى الديموقراطية” الذي انسحبت منه قبل اربعة اشهر ويتوقع ان يعلن المؤتمر طرد الغالبية التي يقودها احمد ولد داده زعيم الحزب.
وكشفت “الحركة” للمرة الاولى اسماء اعضاء هيئاتها القيادية السرية. وتحدث قادتها التاريخيون الى الصحافيين ليل الاربعاء – الخميس عن الماضي، والحاضر والمستقبل. وقالوا “ان الحركة الوطنية الديموقراطية قررت وضع حد لوجودها السري داخل اتحاد القوى الديموقراطية”، ورفض المتحدثون ان يقولوا صراحة انهم كانوا يخدعون الرأي العام منذ 1991 عندما سمح بالتعدد الحزبي الذي مارست عبره الحركات السرية نشاطها السياسي داخل احزاب معترف بها.
وقال هؤلاء “اننا من الآن لن نمارس نشاطاً خاصاً بنا داخل الحزب”. واعلنت قيادات الحركة الماركسية السابقة ان الحركة اجرت مراجعة لمواقفها ومنطلقاتها العقدية واتخذت قرارات مهمة منها ادخال “تغييرات كبيرة على مستوى التوجهات الاستراتيجية” استناداً الى ما شهده العالم خلال السنين الاخيرة من تغيير. وانكر القادة الماركسيون السابقون ان تكون حركتهم “حركة ماركسية او شيوعية”. وقالوا ان الامر لا يعدو كونه “تصوراً خاطئاً لدى عامة الناس” واعترفوا رغم ذلك بأن “الحركة الوطنية الديموقراطية” كانت تشمل تيارات شيوعية وماركسية واخرى ذات توجه اسلامي.
وقال محمد ولد مولود الذي عرف خلال المؤتمر الصحافي انه كان الامين العام للحركة السرية “ان تنظيمه نشأ في أوج المدّ الاشتراكي وكان للثورة الاشتراكية الكبرى في العالم تأثيرها فيه”.
ويعتقد ان التخلي عن الماركسية واعلان وقف “العمل السري” محاولة لاجتذاب الموريتانيين الى التشكيلة السياسية الجديدة التي يتوقع ان ترى النور بعد المؤتمر الذي انعقد مساء امس الخميس باسم “اتحاد القوى الديموقراطية” وهو اسم تجمع المعارضة الرئيسي الذي يقوده احمد ولد داده والذي انسحب منه الماركسيون السابقون قبل فترة احتجاجاً على قبول انضمام جماعة ناصرية منسحبة من الحزب الجمهوري الديموقراطي الحاكم.
ومن ابرز الذين كشفت اسماؤهم بصفتهم قيادات تاريخية للحركة محمد ولد مولود الذي كان يحتل منصب الامين العام للتنظيم ومساعده المصطفي ولد بدرالدين الذي يقود الآن الجماعة في شكلها الحزبي العلني، وبابكر موسى الذي كان مساعداً ايضاً للأمين العام في المنظمة السرية.
وقال بدرالدين ان المؤتمر الذي يفترض ان يكون انعقد مساء امس “مؤتمر لاتحاد القوى الديموقراطية يحضره 37 من الاقسام الفرعية في الحزب”.
واعتبر ولد داده وجماعته “فئة منشقة خارجة على الشرعية”.
لكن محمد ولد هارون الناطق باسم “اتحاد القوى…” جناح احمد ولد داده اعتبر الامر عملية تزوير. وقال “ان الهيئة الوحيدة التي يحق لها الدعوة الى مؤتمر طارئ هي المكتب التنفيذي وعدد اعضائه 72 شخصاً لا يسيطر المنشقون الا على 15 منهم”.
وقال ان الاقسام التي تقول “الحركة الوطنية الديموقراطية” انها تتلقى منها الرسائل الداعية الى عقد مؤتمر طارئ “هي عبارة عن عناصر من الحركة لا تمثل الاقسام” واشار الى سجن اربعة اشخاص اخيراً بسبب تزوير رسالة باسم فرع الحزب في مدينة “القوارب” الواقعة على ضفة نهر السنيغال.
تفاصيل النشر:
المصدر: الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 14/8/1998
تاريخ النشر (هـ): 21/4/1419
منشأ: موريتانيا
رقم العدد: 12946
الباب/ الصفحة: 5
9 تعليقات