جيب بن علي و تّاسُوفرتْ L’UPR.
كان زين العابدين بن علي ملئ السمع و البصر في تونس، و الحزب الحاكم في عهده ينمو و يتسع الي أن إبتلع كل القادرين قانونيا علي التصويت، و المأموريات الرآسية تتكاثر كالفطر, الي أن ظهرت أصوات كثيرة تطالب بكل صفاقة أن يبقي رئيس المعجزة الإقتصادية مدي الحياة في سدة الحكم، لكي لا تضيع الإنجازات…..!!
و في إحدي أماسي تلك الأيام الجميلة، كنت مع أصدقاء لي في مبيت جامعي بإحدي ضواحي تونس العامرة، أتابع بملل عبر التلفزة الوحيدة أخبار الثامنة، وكالعادة كانت أخبار الرئيس وجولاته هي الأهم و الأكثر إثارة لطلاب أتعبتهم كآبة العلوم الدقيقة، وكان الرئيس ليلتها في قمة الإبداع المسرحي و التفاعل الملحمي مع المواطنين الذين كانوا ينثرون عليه بكرم ورود الياسمين، وقد لاحظت أنه، كلما خرج للعامة، يلوح بيده اليسري و يبقي علي اليمني تربت بلطف أعلي جيبه الأيسر ويتمتم بعبارات متقطعة لا يوصلها طبعا المكرفون، فسألت جلسائي بفضول موريتاني أصيل : تري مالذي يتمتم به الرئيس ؟ فتجاوز أحد الظرفاء حاجز الخوف وقال: الرئيس يتحسس جيبه و يقول لمواطنيه : كُلكُمْ فِي الجيب….!! فضحكنا و عيوننا ترقب المكان.
يبدو جليا أن لا صوت في هذه الأيام يعلو صوت الإنتساب، فمجتمعنا يبدو أنه قد إنتسب للحزب دون استثناء يذكر، لكن الأهم بالنسبة لي أن ينتسب الكل للوطن أولا و لقيمه و ثوابته الباقية بقاء المجتمع، فالأحزاب علي ضخامتها تمضي و الوطن باقٍ.
الميمون ولد امينوه- من صفحته على الفيسبوك
191 تعليقات