المد الوهابي / عبدالله اركابي
ﻫﻨﺎﻙ المئات ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺍﻹﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ تنفق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ يظن البسطاء أنها ﺑﻬﺪﻑ نشر الإسلام، والحق أنها لنشر الفكر ﺍﻟﻮﻫﺎبي الذي ناﻝ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺗﻨﺎ ﻭﻧﺨﺮ ﺟﺴﺪﻧﺎ ﻭأﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻨﺎ، فأﺧﺬﻧﺎ ﻧﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ…
إن من عرف هذه الطائفة حقا تحتم عليه أن ﻳﺤﺬﺭ المسلمين ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺷﺮﺍكها المنصوبة في الجامعات والمطويات والمواقع والفضائيات…
وبإﻣﻜﺎنك أن تشم ﺭﺍﺋﺤﺔ الفكر ﺍﻟﻮﻫﺎبي ﻣﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻋﻠﻰ من خالفهم في فكرهم ومنهجهم، ﻓﻬﻢ ﻻﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ أي إﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ معلما ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﻳﻠﺼﻘﻮﻥ ﺑﻪ أﺧﺲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺣﻴﺎﺀ أو ﺧﺠﻞ، ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻟﻐﺔ ﺗﻤﻮﺝ ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ﻋﻠﻰ من خالفهم، ﺩﻳﺪﻧﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ إﻗﺼﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻞ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺪﻡ، ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺃﻯ ﻋﺎﻟﻢ ﺇﺳﻼﻣﻰ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ وﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﺡ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺤﻮﻥ ﺇﻻ لمن ﻳﺘﺒﻊ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ، ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺻﻮﺍﺏ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﻭﺭﺃﻱ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺧﻄﺄ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ من الطائفية وﺍﻻﻧﻐﻼﻕ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻗﺒﻠﺔ لعلماء ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ ﻭﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﻟﻴﺪﻟﻮﺍ ﺑﺮﺃﻳﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷمة اﻹﺳﻼمية إلخ
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﺠﺪﻫﺎ أﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻭأﺩﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺴﻨﻲ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ أﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ خالفه في كل القضايا الاجتهادية.
ولا زال الوهابيون يتعصبون لأهوائهم حتى تشرذموا ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮق ﻛﻞ فرقة ﺗﻠﻌﻦ ﺃﺧﺘﻬﺎ، ﻭﺗﺼﻔﻬﺎ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺀ، ﻭﺗﻌﻠﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ إلخ
إنها بحق فتن تترك الحليم حيران!!!
لكن علينا أن نعلم أنه يوجد كثير من أهل العلم والدعاة يسكنون ويعيشون في الحرم وغيره ساكتين عن هذه الطائفة مخافة شرهم يظن العامي أنهم منهم وهم منهم ﺑُﺮَﺍﺀ.
ومن ينكر تسميتهم بالوهابية فعليه أن يقرأ كتاب “ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ” ﺑﻘﻠﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺀﺍﻝ ﺑﻮﻃﺎﻣﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ: “ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ” إلخ، وكتاب “ﻗﻄﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ” حيث يقول صاحبه ﻣﻔﺘﺨﺮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻪ: “ﻭﻫﺎﺑﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ” إلخ، إلى غير ذالك مراجعهم هم.