جميل بشرط الأجمل/ محمدن الرباني
جميل بشرط الأجمل
1- جميل ألا تصافح المرأة أجنبيا ولا الرجل أجنبية، والأجمل أن يكون منطلق ذلك الدين لا العادة، فالدين الذي يمنع مصافحة الأجانب هو الدين الذي يحرم الغلول وأكل المال العام، ويحرم التطفيف في المجهود الوظيفي المتمثل في عدم احترام الوقت وعدم الإتقان وهو الذي يحرم أكل مال الناس بالباطل وإسناد الأمر إلى غير أهله، ويعتبر الظلم زلمات يوم القيامة، فلو ارتبطنا بالدين وبالمفاهيم الوطنية لم نكن كل عام نعيش القهقرى، فإذا لم يحصل هذا الأجمل لم يكن في الأمر معنى ولا جمال.
2– جميل أن تتزين عاصمتنا للضيوف وألا يروا منها إلا جميلا، والأجمل أن يكون ذلك طبعا لا تطبعا وحقيقة لا تزييفا، وأن لا تكون طريقهم من قصر المؤتمرات إلى مواطن الإقامة طريق البقرة في ثقافتنا الشعبية، خشية أن تقع عيونهم على عورة من قبيل الطرق المتهالكة والأبنية الناطقة بالبؤس والتخلف، فإذا لم يحصل هذا الأجمل لم يكن في الأمر معنى ولا جمال..
3- جميل أن يكون الحزب الحاكم قويا ينتسب إليه جمهور النخبة وأن يفخر من حظي بوظيفة فيه، والأجمل أن يكون هذا الانتساب قناعة فكرية سياسية صادقة لا طمعا في مال أو توظيف ولا خوفا من إقالة او تهميش، ولا ضغطا من والد أو وجيه أو رئيس في العمل، ولا حمية للقبلية حمية الجاهلية، فإذا لم يحصل هذا الأجمل لم يكن في الأمر معنى ولا جمال.
4- جميل أن يحضر كل الرؤساء أو أغلبهم خاصة الأشقاء العرب، لكن الاجمل أن يكون لحضورهم معنى فتوقع اتفاقات بينية كبرى، وتبحث سبل تعزيز الديمقراطيات وحل كبريات النزاعات والصراعات، ويدفع باتجاه عملة إفريقية موحدة وإلغاء التعريفة الجمركية والتاشرة بين بلدان القارة الواحدة على نحو ما نشهد في الاتحاد الأوربي، فإذا لم يحصل هذا الأجمل لم يكن في الأمر معنى ولا جمال.