موريتانيا : انقسام في الحزب الحاكم على الترشيح في الانتخابات
ووضع الحزب الجمهوري 192 قائمة، تشارك في أربع منها أحزاب صغيرة متحالفة معه، فيما رشح منشقون 41 قائمة، بعدما رفضوا قبول ترشيحات الذين فرضهم الحزب. وهذه ظاهرة تتكرر مع كل استحقاق انتخابي.
وهددت قيادة الحزب، كما فعلت دائماً، بأنها ستطرد كل من يرشح نفسه مستقلاً، لكن هذا التهديد لم يمنع قوى قبلية، هي الركيزة الأساسية للنظام الحاكم، من ترشيح أبنائها كلما رشح خصومها المحليون وأهدافهم.
ويبدو الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع الذي يدعو دائماً الى الانضباط داخل حزبه، غير قادر على طرد المنشقين لأن ذلك سيسمح لخصومه باجتذاب القوى القبلية التي لا تزال حتى الآن سنده الأقوى.
ويعتقد مراقبون أنه على رغم دخول تشكيلات سياسية صغيرة محددة حلبة التنافس على السيطرة على 308 من المجالس البلدية، فإن التنافس الحقيقي سيكون بين الحزب الحاكم و”مستقليه”، لأن الأحزاب المشاركة الأخرى قليلة التأثير. ويعتقد أن أهم هذه الأحزاب سيكون اتحاد القوى الديموقراطية جناح محمد ولد مولود المنشق عن تجمع المعارضة الرئيسي الذي يقوده أحمد ولد داداه. وعلى رغم أنه ليست لهذا الحزب قاعدة شعبية واسعة فإن الخبرة السياسية الواسعة لهيئة القيادة تؤهله لأن يكون الأبرز ضمن التشكيلات “الباهتة” التي تخوض الانتخابات في مواجهة حزب السلطة و”المنشقين” عنه.
وتقاطع الانتخابات جبهة أحزاب المعارضة التي تضم أربعة أحزاب، يقودها أحمد ولد داداه. وتقول الجبهة انها تقاطع بسبب انعدام ضمانات تمنع التزوير لمصلحة حزب السلطة.
جريدة الحياة- 13 ديسمبر 1998