سمر ناصري / ممو الخراش
قبل سنتين من الآن انتدبت لربط الفقرات في أمسية نظمتها المنظمة الشبابية لحزب الصواب تخليدا لذكرى ثورة يوليو المجيدة، فقررت أن أستزيد من المعلومات عن نضال الناصريين وظروفهم، وعن ثورية الزعيم وأبعاد ثورته.
اتصلت بخالي الأستاذ لمرابط ولد ممو، والتقينا فركبت معه في سيارته، وكان حينها حديث عهد بالسياقة، فلم أستطع محادثته؛ لأنني في كل لحظة أتوقع الارتطام بشيء ما.
لمرابط يدللني دائما، ويعتبرني خارجا على القانون، حين وصلنا سألني ما تقويمك لقيادتي السيارة، قلت: فيلم رعب كنا أبطاله! وجنبنا الله أهواله!
كان أول سؤال له في سمرنا الناصري: أنت اليوم مقدم في التيجانية، متوار عن الأضواء والسياسة، فهل ما زلت محتفظا بناصريتك؟ فكان رده: التيجانية شعبة من شعب الناصرية، إنهما إيمان وتضحية وفداء.
حدثني عن أيام المعتكف في سيلبابي حين اقتادتهم الشرطة إلى المفوض، وكان أحد أعضاء التنظيم، فأدخلوهم عليه واحدا واحدا، وكلما دخل عليه أحدهم، قال له اثبت يا ابني على ما أنت عليه، وخرج على رجاله قائلا: هؤلاء أساتذة ومعلمون وطلاب مدارس لا يشكلون خطرا على أمن الدولة، اتركوهم وانشغلوا بغيرهم!
يقول لمرابط: من المستحيل أن ينسلخ الناصري من ناصريته لكنه قد يكذب بعض الضعفاء ممن لم يلامس الهم شغاف قلوبهم.
كما ذكر لي من طرائف حقبة النضال السري لجوء صديقه الإخواني إليه ليرحب له بوفد إخواني زائر، فكان أن كتب له أبياتا وضع له في أحدها فاصلة وأمره بالتوقف عندها في إلقائه، ففعل الرجل وضحك الحاضرون للقاء، وبعد سنوات اكتشف الرجل أن لمرابط ليس إخوانيا، وحدثه بذلك، فقال له بارك الله فيك!
كل عام والزعيم جمال عبد الناصر هو الجمال، وثورته شعلة تنير الدروب.
“أنادي عليك أبا خالد
وأعلم أني أنادي بواد
وأعرف أنك لن تستجيب
وأن الخوارق ليست تعاد”
حسبنا منك أن اتحدنا في الكنى (أبو خالد) فهلا أهديتنا قبسا من عزيمتك من انتمائك لهذه الأمة!
عبد الناصر من رجالات التاريخ.