كنت أعتقد…/ المصطفى ولد قليب
كنت أعتقد
أن تيار الغلو والتكفير هو الذي يزعج من يرومون بناء دولة المواطنة التي تجمع تحت خيمتها الوارفة كل التوجهات والاحزاب في إطار ديمقراطي دون اقصاء أو اسكات لمخالف
ولكنني أدركت لاحقا أن المزعج لهؤلا هي تيارات الاعتدال والوسطية القادرة على المنافسة وتقديم البرامج البديلة
كنت اعتقد أن اسلاميا يقبل الدخول معك في العملية الد يمقراطية مترشحا لمنصب العمدة إذا فاز حمد الله وشكر وإذا هزم قبل الهزيمة وحمل نفسه أسباب التقصير أفضل للشراكة من تكفيري لا يرد على خصومه إلا بالرصاص
لكنني أدركت أنني كنت واهما لأن بعض شركاء الوطن يفضلون هذا الأخير على الأول لأنه هين الكسر
كنت اعتقد أن اسلاميا يقبل الترشح للبرلمان ليتحدث أمام الجميع عن برنامجه وأطروحاته مقارعا الحجة بالحجة والدليل بالدليل خير من ذلك الذي يبني تنظيما في الظلام ويفكر بشكل صامت بعيدا عن الأضواء
كنت أعتقد أن حزبا مثل ” تواصل” يقبل الشراكة والمشاركة “يتواصل” مع الجميع دون أن يفتح ملفات الماضي أو يغلق ٱفاق المستقبل أقرب إلى من يرومون بناء دولة المواطنة
كنت اعتقد أن حزب ” تواصل” الذي يمارس السياسة دون إقصاء أوضجيج ودون حرق للمراحل أو ممارسة للقفزات البعيدة والسريعة أقرب إلى شركاء الوطن
مأساتنا في هذا الوطن أننا نخوض المعارك نيابة عن الٱخرين
أننا نظل نحمل الماضي الذي لا ننتمي إليه بشكل مباشر ولسنا مسؤولين عنه على اكتافنا مع أن الذين شاركوا في صناعة احداث ذلك الماضي قد تجاوزوه
علينا أن نسعى إلى اطفاء الحرائق التي يشعلها أشقاؤنا فيما بينهم”هناك” أو “هنالك” أما أن نسعى إلى إشعال الحرائق “هنا” تحت اقدامنا فليس من الحكمة في شيء ولا اعتقد أنه سيفيد أشقاءنا في إطفاء حرائقهم
في بلاد شنقيط تم تأسيس نموذج في العمل السياسي لا يزال قادرا على الصمود في وجه العواصف ، شارك الجميع في تأسيسه وبنائه فعلا أو تفاعلا مشاركة أو مقاطعة هادئة لا تؤذي ولا تضر
ومن الأفضل أن يبقى هذا النموذج رغم عيوبه وسلبياته قائما مستمرا
التحريض ضد أي فصيل سياسي مهما كانت مرجعيته الفكرية أو توجهاته لن يقودنا إلا إلى مزيد من التأزيم فعلينا أن ننظر إلى المٱلات قبل أن ننقض غزل البدايات
وأن لا نسمح لأنفسنا باستخدام الحجة ونقيضها في نفس الوقت