كيف تلقى نصر الله نبأ مقتل نجله هادي وكيف عرف بمدى محبته له
نواكشوط-“مورينيوز”- كشف أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، كيف تلقى بهدوء وورع خبر استشهاد نجله الأكبر هادي، في عملية ضد الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان، وقال إنه عرف بمحبة ابنه الغامرة له بعد مقتله.
وروى نصر الله ملابسات الظروف والوقائع التي تلقى فيها خبر مقتل ابنه، هادي، في عملية مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1997، وذلك في مقابلة أجراها معه برنامج بانوراما على قناة المنار التابعة للحزب.
وقال نصرلله في روايته: “كان قادة العمليات العسكرية في الحزب، يتصلون بي في العادة كل اربع أو خمس ساعات إن كان هناك تفصيل معين جديد يخبروني به، ليلتها لاحظت أنهم يتصلون بي كل نصف ساعة، ويبلغوني أنهم استفسروا وسألوا وتأكدوا، لكن دون التطرق لأسماء الشباب المفقودين أو الذين شاركوا في العملية ليلتها، يعني في واحد استشهد اثنين استشهدا أو آخر مصيره مجهول، ولما صار الأخوان يتصلون كل نصف ساعة حسيت بشي انه لماذا هذا الاهتمام الاستثنائي الزائد؟”.
وتابع قائلا: “نحن اعتدنا منذ سنوات طويلة أن نتابع بس مش بهذه التفاصيل الدقيقة. فأنا عندها شعرت في شيء واحتملت أنه ممكن يكون هادي من بين الشباب الذين كانوا بالعملية. خصوصا انه لما ودّعني قال لي يمكن أن يسمحوا لي أن أشارك بعملية خطرة، مع ذلك أنا لم أسألهم عمّا إذا كان هادي بينهم أو لا، لأنه بالنسبة لي هؤلاء الشباب الثلاثة مثل هادي، رغم أنه صار عندي إحساس داخلي بأن هادي بينهم ، وصرت مهيأ حينها نفسيا لاستقبال خبر أن هادي من بين الشهداء وأن الجثة أخذها الإسرائيليون”.
وأضاف:” لذلك لما حسم الموضوع وتأكدوا من استشهاد كل الثلاثة الذين كانوا يشاركون في العملية، اتصل قائد العمليات وأخبرني باستشهاد هادي وباستيلاء الإسرائيليين على جثته وجثث رفاقه، وأنا بالطبع كنت مهيأ تماما لسماع هذا الخبر، فقمت بإبلاغ والدة هادي بنبأ استشهاده، التي بكت وحزنت وتأثرت كثيرا لمقتله لأنها والدة وأم الشهيد، لكنها كانت صابرة محتسبة منذ اللحظة الأولى، لآن هذا الأمر كنا نتوقعه في كل يوم”.
وكشف نصر الله عن أنه عرف فيما بعد من الأوراق والوثائق الخاصة بنجله الشهيد هادي ومن وصيته التي أحضروها له، انه كان يتخذ اسما حركيا له هو “أبو حسن” وقال “قبل شهادته لم أكن أعرف بذلك مطلقا، لأني كنت أخاطبه باسمه هادي. وليس من شك في أن اتخاذه اسمي للتكني به، يؤشر لوجود محبة متبادلة، وخصوصا من قبله تجاهي، لأني كوالد أغمر بمحبتي جميع أبنائي على نحو طبيعي جدا، لكن هادي عندما اختار هذا الاسم للتكني به كان يحاول أن يعطي إشارة ود ومحبة تجاهي، أي تجاه والده”.
وأكد أمين عام حزب الله، أن روح نجله هادي “حاضرة وترفرف دائما في العائلة، ربما لأنه مات شهيدا، وربما لو كانت وفاته طبيعية لما كان حضوره بهذه القوة والسطوع، وكما تتذكر كل عائلة عند سقوط شهيد كل الشهداء الآخرين، ومنهم هادي، فعندنا في البيت تعود بنا الذاكرة إلى الشهيد هادي كلما سقط شهيد جديد على هذه الطريق، لذلك طالما كانت المسيرة مستمرة والمقاومة مستمرة وقوافل الشهداء مستمرة فإن الشهداء حاضرون في كل بيت وفي كل عائلة. وبطبيعة الحال يتم أحيانا في بعض المناسبات والجلسات والأحداث وفي حركة الأولاد والأحفاد، التذكير بهادي، وكيف كان يعمل أو يمزح أو يتفاعل مع أمر ما، وهذا متروك بطبيعة الحال لطبائع الأمور وليس مقصودا بحد ذاته”.
المصدر: مورينيوز+ قناة المنار+ وكالات