المقاومة الفلسطينية حقيقية لا تنكسر / محمد محفوظ أحمد
يصادف قول القاعدين في ضفة نهر الأردن، في بقايا خيال “أوسلو”، بأن صواريخ غزة عبثية ومقاومتها انتحار، هوًى لدى معظم الأنظمة العربية، التي يرى المتعطشون منها للتطبيع “الرسمي” مع “إسرائيل” أن “حماس” ـ رأس تلك المقاومة ـ هي المعرقل الأول للتطبيع بسبب تعاطف الناس معها، رغم أن بعضهم وسمها بالميسم الصهيوني فصنفها حركة “متطرفة” أو “إرهابية”!! بالطبع لا مقارنة بين قوة “إسرائيل” العسكرية والعلمية والاقتصادية، وبين قوة حركات المقاومة المسلحة في غزة التي يخنقها حصار محكم (عربي/”إسرائيلي”) منذ زهاء عشرين سنة. ولهذا فإن معظم الأنظمة العربية، وخاصة في الدول العربية “الكبرى” تؤيد من طرف خفي حربا شاملة قاضية على تلك المنظمات المقاومة وعلى رأسها “حماس”. الفلسطينيون في قطاع “غزة” الذي تمنى الإرهابي أو “بطل السلام العربي!” إسحاق رابين أن يستيقظ يوما ولا يجده على خريطة الأرض، يدركون رغم الاختلال الكاسح في ميزان القوة، أن لا خيار لهم غير المقاومة ولو بالعض… لأن العدو الذي يواجهونه لا يريد غير القضاء عليهم وعلى إخوانهم في كافة أرجاء فلسطين. ولهم الحق؛ فما ذا كسب القاعدون في أريحا ورام الله من السلام و”السلمية”، سوى إذلال الاحتلال وابتزازه، وزرع المستوطنات وتهويد القدس… والوقاحة الأمريكية بنقل السفارة، وصفقة القرن وخذلان الأشقاء والأصدقاء…؟! هناك حقيقتان خالصتان باقيتان: 1- مهما كان ضعف ومحدودية وخطأ وسائل المقاومة الغزاوية، بمختلف اشكالها؛ من صواريخ وأنفاق وبالونات حرارية وحجارة ومظاهرات عارية الصدور… فهي تقلق العدو وتستنزفه وتقض مضجعه وتقتله أيضا… وهي بدوامها الأبدي عذاب نفسي وتحطيم معنوي له، لن يتمتع معه بثمرة التفوق وقوة النفوذ؛ لا بالهدوء والسلام ولا بالرفاهية والحرية! 2- لن يستطيع العدو “الإسرائيلي” مهما فتك وشن من الحروب الشاملة، وحتى لو أعاد احتلال القطاع مباشرة، أن يقضي على الفلسطينيين ولا أن يضعف فيهم روح المقاومة وقوة المقاتلة. ولقد مارس كل أنواع القتل والتقتيل واغتيال القادة والرموز، والاعتقال والاختراق والتجويع والإبعاد… ولم تهدأ غزة ولم تنهزم المقاومة ولم تركع! لا ننسى أن طبيعة الصراع مع هذا العدو المتمكن هي “الوجود” أو “العدم”؛ فحتى لو قبل الفلسطينيون الاستسلام والتسليم والسلام… فسيكون مشروع “اترانسفير” جاهزا لإخراجهم من بقايا أرضهم… يذوبون بعيدا، أو يتيهون في الأرض؛ لا أربعين سنة، وإنما إلى الأبد!!