هل هذا هو التغيير البناء؟/ ممو الخراش
رفعت حملة المرشح الرئاسي حينها – الرئيس الحالي – شعار “التغيير البناء”، وتفنن خطباء الحملة في شرح مضامين الشعار، فاستحضروا الماء والكهرباء والطرقات والدواء…
واليوم بعد مرور عشر سنوات على شعار “التغيير البناء” ما تزال بعض المدن تعاني العطش، وما يزال المسؤولون يلتقطون الصور مع الحنفيات ينهل منها الماء!!! في مشهد يذكر ب”موضة” قديمة تتعلق بالتصوير قرب “ساق السكر”!!
بعد عشر سنوات، لم تعم الكهرباء، وازدادت الطرقات تلفا، وتناقصت وتيرة “التعبيد”، أما التعليم، فلعل أكبر دليل على الفشل في التصدي لوضعه الكارثي، اعتراف الرئيس في البدء بفشله، ثم إعلانه سنة 2015 سنة للتعليم، ثم بعد ذلك بسنوات يخطب مودعا قائلا: التعليم التعليم التعليم. (إيمان فرعون).
أما في مجال الصحة، فقد دخل مركز أمراض القلب حيز تنفيذ التذكرة الجديدة، مضاعفا أسعار المعاينة والحجز والفحص…
التغيير الوحيد الذي رأيته هو تغيير النشيد والعلم، وقد جرى في ظروف غير توافقية، جعلت رموز الدولة موضع تجاذبات سياسية آنية كان ينبغي أن تظل بمنأى عنها، ثم تلا ذلك تغيير العملة الوطنية، وما يزال البنك المركزي يمدد “للفكة” القديمة عاجزا عن توفير البديل، مع تغيير قاعدة الأوقية؛ ليسهل حمل كم هائل منها إلى دكان لشراء خنشة من الأرز!
اليوم يأتي الدور على الرموز القومية بعد الوطنية، فبدلا من الاستجابة لنداء اللجنة الشعبية قبل أيام المطالب بإطلاق اسم الشهيد صدام حسين على شارع أو ساحة – يأتي الرد عكسيا: الاستعداد لنزع اسم خالد الذكر جمال عبد الناصر عن الشارع الذي عرف باسمه منذ وفاته، وكأن قدر هذه الأرض أن تكون دوما على موعد مع طمس هويتها العربية، بدءا باللغة والثقافة، وليس انتهاء بالرموز القومية.
وسيظل شاعر المحتل “ديغول” ماثلا، وكذا شارع “كندي”.
ستصفق لهذا القرار فئتان من الناس: الافرنكفونيون، والإخوان الموالون، وبعض الإخوان المعارضين، فاسم الرجل – بالنسبة لهم – يرمز لفكر لو أن لهم من الأمر شيئا لاستأصلوه، لكن هيهات، فعبد الناصر باق في وجدان الأمة، ومن أراد محو اسمه فليشفق على الرأس لا على الجبل، وليعمل بنصيحة الشاعر محمد أبنو:
مزق تصانيفه واقتل عشيرته @ على الحشا منك بعد الحر يبترد.
17 تعليقات