المعارضة الموريتانية تندد بسحب اعتماد مراسل “الحياة” و القيود على الصحافة
داكار- جمال سعد
دان التجمع الرئيسي للمعارضة الموريتانية “اتحاد القوى الديموقراطية” الذي يقوده أحمد ولد داداه اجراءات اتخذتها السلطات الموريتانية في حق صحف وصحافيين. ووصف منع مراسل “الحياة” من العمل وحظر صحيفتين ومصادرة أخرى، بأنه “خنق للصحافة واضطهاد للصحافيين” يمنعه الدستور.
وكانت السلطات منعت مراسل “الحياة” الشيخ بكاي من أداء عمله من دون ابداء أسباب. وحظرت صدور صحيفة “القلم” المحلية بنسختيها العربية والفرنسية لمدة ثلاثة شهور، وصادرت العدد الأخير من صحيفة أخرى محلية تصدر بالفرنسية هي “لوفي أبدو” L’eveil Hebdo.
وقال مراسل “الحياة” إن السلطات لم توضح له الأسباب التي جعلتها تسحب اعتماده، لكن مسؤولين أفهموه أن تغطياته لعلاقات الحكومة مع إسرائيل ومشروع “اصلاح التعليم” الذي تعود بموجبه الفرنسية بقوة إلى موريتانيا على حساب التعريب “كانت صريحة أكثر من اللازم ومزعجة”.
وجاء حظر صحيفة “القلم” أوسع الصحف الموريتانية انتشاراً بعد نشر طبعتها العربية خبراً عن جولة “مزعومة” لمسؤول مكتب الارتباط الإسرائيلي في نواكشوط، على شمال موريتانيا، في إطار تفكير “مزعوم” في تعاون عسكري.
وتتسارع وتيرة العلاقات بين الحكومة الموريتانية وإسرائيل في شكل يثير استياء مؤيديها وخصومها، وكان وفد طبي إسرائيلي طرد أخيراً من “المستشفى الوطني” الذي تملكه الدولة مما عرض المسؤول عن الحادث للاعتقال.
وتؤكد الحكومة ان علاقاتها مع إسرائيل عادية مثل دول عربية أخرى، وأنها لا تفعل إلا ما يفعله الفلسطينيون أنفسهم، وترفض “المزايدة”، فهي قاطعت الدولة العبرية “حين كان ذلك مطلوباً وأقامت معها الحد المقبول من العلاقات في إطار توجه عربي جديد”.
وعن وقف عمل مراسل “الحياة” ورد في بيان لاتحاد القوى الديموقراطية ان “مهنية عمله تسبب له مشاكل مع مختلف الأطراف بما فيها حزبنا … ودفاعاً عن مهنية العمل الصحافي، نعلن تنديدنا بسحب الترخيص الذي يعمل بموجبه” الشيخ بكاي.
وكانت الصحافة الموريتانية استفادت من حيز واسع من الحرية في بداية التحول إلى النظام المدني عام 1992، ووسعت السلطات صدرها للكثير من النقد الجريء، لكن هذه الحرية بدأت تتآكل منذ حزيران 1994.
الحياة 22 أبريل 1999