سباق للفيلة.. حماسة وتنديد
ويؤكد السكان المحليون أن هذا السباق تكريم لهذه الحيوانات التي كان ينظر إليها كأفراد من العائلة في هذا الجزء من فيتنام، غير أن جمعيات الرفق بالحيوانات تطالب بإنهاء هذا المهرجان الذي يرون أنه تكريس لتقليد وحشي وبال.
ويقام مهرجان بوون دون بواقع مرة كل سنتين وهو حدث سياحي هام يشمل أنشطة أخرى متنوعة بينها مباريات لكرة القدم ودورات سباحة ومسيرات استعراضية للحيوانات، ليتوج بالسباق التقليدي للفيلة في الختام.
ويقول إيهوي إن نجاحات فيله الماضية في السباق الشعبي حققت له وللحيوان شعبية كبيرة في قريته في مقاطعة داك لاك التي تضم عددا كبيرا من الفيلة المتبقية في فيتنام.
ويوضح الرجل البالغ 38 عاما الذي بدأ الاهتمام بالفيلة منذ الصغر “هو يفوز غالبا بالمركز الأولى في مسابقة داك لاك للسرعة”.
واعتاد هذا الفيل على القيام بخطوات ثابتة قبل أي مسابقة تشمل تناول الموز وقصب السكر لاستمداد الطاقة، بحسب ما يؤكد إيهوي المنتمي لأقلية إيدي الإتنية لوكالة فرانس برس. ويبدو أن هذا الروتين يؤتي ثماره إذ أن الفيل المسمى خام سينه فاز بالمسابقة متغلبا على عشرة حيوانات أخرى من فصيلته ونال صاحبه جائزة قدرها 130 دولارا.
ويستقطب المهرجان مئات المتفرجين الذين شجعوا بحماسة ظاهرة الحيوانات، كذلك يثير انتقادات من جمعيات مدافعة عن حقوق الحيوانات أكدت ضرورة عدم إرهاق الفيلة لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة وضربها بالعصي خلال السباق.
وتقول ديون سلاغتر من منظمة “أنيملز إيجيا” غير الحكومية “هذا من أعلى درجات الوحشية في حق الحيوانات، خصوصا لكونه يقام بدافع الترفيه فقط”. وتبدي سعادتها لأن عدد الفيلة التي أشركت في هذه المسابقة أقل من ذلك المسجل في السنوات الماضية (14 فقط هذه السنة مقابل العشرات في مسابقات الأعوام الفائتة)، لكنها تبدي أملها في أن تعتمد السلطات مقاربة أخلاقية أكثر مستقبلا حيال الأنشطة السياحية التي تستخدم فيها حيوانات.
وأطلقت “انيميلز إيجيا” العام الماضي أول جولات سياحية “أخلاقية” تستخدم فيها فيلة، وتقدم للزوار فرصة رؤية حيوانات أنقذتها المنظمة من المتنزهات الوطنية. ولا يزال أكثر من 80 فيلا في الأسر في فيتنام، وهي تستخدم عادة في مجال النقل.