أحمد ولد محمد الامين :علي المرأة فقط ستر ما بين السرة والركبة
“أسمعني رب العالمين القرآن بطريقة خارقة أكثر من مرة. ومن هذه الليلة أصبحت أعرف نفسي.،واكتشفت بعد ذلك اني المهدي المنتظر”.
ويحلف الرجل أنه المهدي وأنه وجد من “آيات” ربه ما يثبت دعواه التي كما يقول لقي بسببها المعاملات القاسية من أهل العلم والسفهاء من الناس علي حد سواء.
وفي سبيل ” الدعوة” فقد وظيفته، وزوجته ، وأطفاله، وأخرج من دولة الامارات العربية المتحدة التي كان يعمل بها. وتعرض للضرب ، واتهم بالجنون ، وهدد بالقتل بحجة أنه كافر يوزع الأكاذيب بين المسلمين.
يتحدث ” المهدي ” في ثقة تامة من نفسه مؤكدا لمن يستمع أنه ” رسول رب العالمين” لينشر العدل والخير . وهو يقول إن من يقفون ضده سيتساقطون بالحجج وكأنهم أعجاز نخل خاوية.
ول ” المهدي” فتاوي فقهية لا تقل إثارة عن دعوته.
في هذا للقاء يكشف الرجل لجريدة “المراقب” الكثير:
هكذا يقدم نفسه:
“أخوك أحمد محمد الأمين حبيب الله المختار. ذالك اسمي واسم أبي وجدي، فأنا موريتاني أبا وأما وسكنا.
سافرت إلى الخليج ، وإلى بلاد العجم في باكستان، وافغاسنتان ، والتقيت بالعديد من الشخصيات هنا أو هناك. لم أكن من العلماء الأعلام ولا أنا معروف بالورع والالتزام ولكنني مذنب عصى ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهداه. لم أكن من علماء المحظرة الشنقيطية، ولم أجلس يوما على كرسي مدرسة، وإذا كان لي تخصص أو خبرة فأنا خريج من المدرسة العسكرية وخاصة الجيش الوطني الموريتاني . دخلت الجيش كجندي ثاني سنة 1989 وبقيت فيه لحدود السنتين، ثم تحولت من الجيش إلى محاولة التجارة. بعد ذالك سافرت إلى السعودية ومنها رجعت إلى موريتانيا ، ثم سافرت إليها مرة أخرى إلى أن قدر لي أن ازور دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها زرت باكستان وافغانستان “.
التحول الدراماتيكي..
“في الليلة 13 من شهر ربيع الآخرة سنة 1997 للميلاد… في هذه الليلة المباركة في المدينة المباركة ( المدينة المنورة) حدث ما لم يكن يخطر بالبال، فقد أصلحني الله واسمعني القرءان بطريقة خارقة أكثر من مرة… ومن هذه الليلة أصبحت اعرف نفسي حق المعرفة وصاحبتها مصاحبة العارف بها ، وعايشت الناس على بينة من أمري، إلى أن يحين الوقت الذي أرفع فيه صوتي، فكان ذالك قبل الصدع بهذه الدعوة بعشر سنين، ولم اعلم بهذا الأمر أو أبح به إلا للخاصة من الناس مثل أمي وأخي فهما على ذلك يشهدان”.
أتباعه:
يقول إن شخصا من مدينة غرو ( وسط موريتانيا) إسمه محمد الامين الطيب يجاهر بتصديقه، ويتحدث عن أمرأة لا تكتم اتباعها له ، وعن ” إخوة وأخوات في نواكشوط” يتكتمون علي البيعة. كما يقول إن شبانا بايعوه و ” مثلهم يوضع تحت التجربة حتي يعلم الصادق من غيره”
المهدي كما يراه “المهدي”:
أولا بالنسبة للدعوة التجديدية فلا بد لها من منتقدين ولعل ذالك هو سر ظهورها، فإذا أراد الله نشر فضيلة طويت فإن الناقدين لها الدعوة والمتربصين بها الدوائر ينشر الله ذكرها على ألسنتهم . والنقد الهادف هو سبيل المنصفين والنقد الطائش هو سبيل المنحرفين. وهذه سنة منطقية اقتضتها سنة التدافع بين الحق والباطل والصراع بين الخير والشر . و الناس عندما يسمعون عن المهدي المنتظر يستغربون هذا الأمر وكأنهم ينتظرون شخصية خارقة أسطورية ، والمهدي ما هو إلا بشر عادي مجدد للدعوة النبوية وامتداد لهذه الرسالة الخالدة ، التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم وليس هناك من جديد سوى صدق نبينا وتحقق بشراه في هذا الزمان” .
” ومن الأمور التي وجهت إلي أن الصفات التي تتكلم عن المهدي منطبقة علينا ولكننا لا ننتمي لآل النبي أو للأسرة الهاشمية ويستدلون على ذلك بقول النبي “المهدي منا أهل البيت”.. فكان الحديث من أصح الأحاديث الواردة في هذا الباب ولكن فهمه هو الذي أشكل على فهم بعض أولي الألباب فأهل البيت ليست نسبا وإنما هي بشارة حب وأدب وليست عبارة عن تبن ولا نسب ولذالك أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم على أشخاص خارج الدائرة العربية كسلمان فقال صلى الله عليه وسلم “سلمان منا أهل البيت” فهل يقتضي ذالك أن سلمان من بني هاشم أو من آل النبي، أضف إلى ذالك أن آل البيت هم أقاربه المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب تجب لهم المودة وتحرم عليهم الصدقة والمهدي ليس منهم أما آل البيت فهي بشارة لأشخاص بأسمائهم و لأناس بأعيانهم والمهدي هو آخرهم ليس لكونه حفيد أحدهم وإنما لكونه آخر الأشخاص اللذين وردت أسمائهم ، ولا يخفى عليك أن من الغلط الواضح والخطإ الفادح قول بعضهم المهدي من آل البيت والبيت ليس له آل وإنما أهل البيت فالبيت له أهل وهو مصطلح دقيق يجب التقيد به ولو حاول بعضهم بحثا في قواميس السنة بمختلفها ،بصحاحها، وسننها ، ومعاجمها ، ومصنفاتها، ومسانيدها لن يجد هذه المفردة.
علامات المهدي تنطبق علي تماما:
وعن ما يجمع بينه وبين مهدي “اللاين” ، ومهدي “القديانين” ، والشيعة ، يشير إلى أن قضية المهدي أجمعت عليها الأمة واختلفت في شخصيته نظرا للتجاذبات السياسية بين العواصم الإسلامية والفرق الإسلامية.
” إذن لا غرابة أن يوجد من يقول إن غلام حسين أحمد القادياني هو المهدي، ومن ينتظر من بيننا نحن رجوع الشيخ حماه الله بوصفه المهدي المنتظر.
وعلى العموم في التاريخ لم يظهر مصلح إلا وادعى آخرون لأنفسهم تلك الوظيفة” .
ويضيف الرجل:
لا شك أن للمهدي علامات وصفات، وهذه العلامات هي عبارة عن علامات تسبقه، وقد ظهرت بكاملها، وعلامات في بدنه وهي بادية أمامك لمن يريد مشاهدتها ، وعلامات في طبيعة دعوته وهي الحقيقة التي هدينا إليها.
والعلامات التي تسبق ظهور المهدي كافة العلماء اللذين يتكلمون في أشراط الساعة ويستقرئون أحاديث الملامح والفتن يجمعون على أنها قد ظهرت بكاملها فهي العلامات الصغرى ، ومنها تحول مسجد النبي إلى ما يشبه القصر الأبيض وكثرة الزلازل وانتشار الفتن ومنها تطاول الحفاة العراة ، ومنها اقتتال الناس على كنوز الفرات . وأما العلامات التي في بدنه منها علامات تتعلق باسمه ومنها علامات تتعلق بنسبه وخلقه وخلقه فأما العلامات التي في بدنه فهي أنه رجل أنزع الجبهة ، أقنى الأنف أشج الجبين ، مقوس الحاجبين بين كتفيه شامة ، يصلحه الله في ليلة واحدة، يواطئ اسمه اسم النبي وأمه امرأة يقال لها فاطمة وينتمي إلى قحطان.
والعلامات التي تتعلق بطبيعة الدعوة فهي الحقيقة التي هدينا إليها ، ولا يخفى عليك أن أمتنا قيدت بالقران في بدايتها واستغنت به عن كتب الدنيا ، فالذي ندعو إليه الآن هو العودة إلى القرءان وهذه العودة ليست شعارا ولا عنوانا وإنما هي العودة الحقيقية التي تكفل للأمة وسطيتها وتحقيق مرجعيتها، فلا يمكن أن نجتمع على البخاري ومسلم ولا يمكن أن نجتمع على آراء غلاة الشيعة ، ولا يمكن أن نجتمع على أي طائفة لا إباضية ولا زيدية ولا سنة ولا شيعية ولكن نكون إنشاء الله لا سنيين متشددين ولا شيعيين طائفيين” .
عن توقف الحديد والدابة وطلوع الشمس من المغرب :
“لقد سمعت هذا الأمر على ألسنة العامة والعلماء ، والذي أريد أن أقوله إن هذه خرافة ليس لها أصل يعتمد عليه ولا نظير يقاس عليه لا من كتاب ولا من سنة ، فهي خرافة من خرافات شمال غرب افريقيا.
الذي اعلمه أن الحديد لا يتوقف لا بظهور المهدي ولا بغيره. أما بالنسبة للدابة وطلوع الشمس من مغربها والنار التي تسوق الناس فهي من العلامات الكبرى وهذه الأشراط الكبرى ولا تأتي إلا بعد توقف المصلحين” يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا” فما بال المهدي يأتي مذكرا للناس ومجددا لهم أمر دينهم وباب التوبة قد توقف.
السفور، والمصافحة ، والاختلاط ، وحق المرأة في تطليق نفسها:
يقول ” المهدي” إن للمرأة الحق في تطليق نفسها ويروي حكاية يقول فيها إن النبي عليه الصلاة والسلام ألزم رجلا بتطليق زوجته التي تفضل العودة إلي زوجها الأول.
وقد طبقت في ” المهدي نفسه هذه الفتوي: ” أنا أقر تطليق زوجتي نفسها مني بعد أن خيرتني بين ترك الدعوة و بينها هي وأطفالي”.
ومن فتاوايه أيضا أن : ” الثوب الشرعي للمرأة هو ما يستر ما بين الركبة والسرة”.
وعن مصافحة الرجل للمرأة والاختلاط يبين” أن المصافحة رمز للسلام الجميل وليس عنها للتحية من بديل ، وقد كان المجتمع الجاهلي يتصافح في ما بينه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقر العادات الحميدة. و كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتأخذ بيده وما تنزع يدها من يده حتى يقضي لها حاجتها، أو تذهب به حيث شاءت.
وقد وقف عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في باب غرفة ممتلئة نساء وجعل يمد يده من باب الغرفة والنساء يصافحنه الواحدة تلو الأخرى وهو يبايعهن نيابة عن النبي. والذي يريد الوقوف على هذه المسألة فلينظر في تفسير القرطبي المالكي”.
و” بخصوص الاختلاط لا شك في أنه يشترط فيه عدم الخلوة وأكبر شاهد على ذالك قضية الحج، فهناك اختلاط في كافة مناسك الحج، اختلاط في وقفة عرفة والمزدلفة واختلاط في السعي بين الصفا و المروة فكيف نتعبد الله تعالى ونكون متدينين أكثر منا في وقت الحج الذي يحظر فيه ما يباح في غيره.
معاناة “المهدي”..
عن المعاناة التي تعرض لها يقول:
“تركتني زوجتي بعد أن مورست عليها ضغوط. ويضرب علي حصار في العمل ما جعلني أضطر للعمل أحيانا سائق تاكسي. كما خطبتني شابات كثيرات لكن حينما كن يكاشفن أسرهن بأن العريس هو الرجل الذي يدعي أنه المهدي كانت الاسرترفض”.
كما “تعرضت للكثير من الأذى حتى وصل حد التلويح بتصفيتي جسديا، والمؤسف بالنسبة لي أن هذه الإساءات أتت من علماء أجلاء مثل العلامة المرحومة محمد سالم ولد عدود.. لقد أخرجني العلامة عدود من المسجد ورميت خارجه. وقد كرس العلامة محمد سالم ولد عدود خطبة الجمعة للتحريض علي، وقد حملت على الأكتاف ولا كرامة ، ومنه أيضا تحريض العلامة الشيخ النووي الذي يعتبر من أهم أعلام السلفية في هذا البلد، فاضطررت للذهاب بعد أن رمى أتباعه سيارتي بالحجارة وتدافعوا من أجل إيذائي وإخراجي ، ومما تعرضت له أيضا المضايقة والقهر الذي تعرضت له في المسجد الذي يؤمه العلامة عبد الله ولد أمينو والمسجد موجود في تنسويلم حيث تعرضت وأنا احضر منبر الخميس للضرب المبرح بعد أن اتهمني التبليغيون بالإساة للدين وطالبوا بقتلي.
ولأنني اعتبر عرضي صدقة على الناس فقد سامحت من قاموا بهذا العمل لأنني أحب الناس جميعا وأحمل ورود الخير للناس كلهم”.
وعن أسلحته وآلياته للدفاع عن دعوته يؤكد :” لا يخفى عليك أن الجهاد هو الأسلحة التي أمر الله تعالى بتوظيفها لكل دعوة لكن آليات هذا الجهاد ووسائله تختلف باختلاف الزمان وتتطور بتطور الإنسان ، عصرنا اليوم لم يعد عصر سحر نحن في عصر الحوار والإقناع وصناديق الاقتراع “.
وعن اتهامه بالجنون يبين:” اتهمت بالجنون كثيرا ومن يتهمونك بالجنون كأنهم ينصفونك ، أما المتكبرون والمتعالون والغامطون للناس فإنهم يقولون كذاب، وكأنهم يستهينون الكذب على الله ، فما كان لشخص مثلي أن يكذب على الناس فكيف أن يكذب على الله عز وجل، وأنا أتقبل ما يقال عني بصدر رحب”.
دعوا إلى قتلي ووصفوني بالكافر..
يشدد “المهدي” على أن الكثيرين اعتبروه كافرا ومرتدا “ولكن الكفر والحمد لله تعالى بين العبد وربه فلا يمكن لمسلم أن يكفر إلا إذا نطق بكلمة الكفر ، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو كذب صريح القرءان أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال . وحججهم أني أقول أنني المهدي والمهدي رسول ، وأنا أرى أن هذه الأمة كلها رسل باعتبارها حملة هذه الرسالة الخالدة ، فهم يرون أن الرسالة هي النبوة وقد بينت لهم انه هناك فرق كبير بين النبوة والرسالة .
و ” أقول إني أنا المهدي وإن المهدي رسول وإن الأمة مبتعثة ومرسلة لكافة الناس : وكذالك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”
فالقضية في رأيه: “حصل فيها خلاف من الناحية اللغوية فكفروني على أساسه ، أنا لا أدعي النبوة والنبوة ختمت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم” .
موقفه من السلفية الجهادية:
وبخصوص موقفه من السلفية الجهادية يبين “المهدي” أنه يحترم السلفية الجهادية مبينا لأنه لا ينتمي إلى أي حركة من هذه الحركات فأنا يضيف “أقف منها على مسافة واحدة، اقترب منها حيث اقتربت من الدليل والبرهان وابتعد عنها حيث ابتعدت عن القرءان، و أنا سلفي من حيث العقيدة، إخواني من حيث الفهم ، تبليغي من حيث السلوك ، ولا انتمي إلى أي طائفة من هذه الطوائف ، واللجوء إلى العنف لم يؤذن للنبي به فكيف يؤذن للآخرين به؟”.
الكلمة الأخيرة..
وأخيرا اختار من يدعي أنه المهدي المنتظر الكلمات التالية لينهي بها هذا اللقاء ” أيها الناس ها قد جاءكم المهدي فاعرفوه ولا تحرموا من خير طال ما انتظرتموه ألا وإن للمهدي علامات تسبقه وقد ظهرت بكاملها ، وعلامات في بدنه وهي بادية لمن يريد مشاهدتها وعلامات في طبيعة دعوته وهي الحقيقة التي هدينا إليها ، أحبكم وإن كذبتموني، احترمكم وإن خالفتموني ، وذالك أول ما ادعوكم إليه فاتبعوني” .
المهدي يدعوكم إلى نصرته في الله وإلى العمل بكتاب الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ..
أجري الحوار : الشيخ بكاي
فرغه وكتب المادة : بونه ولد اميدة