مخاوف غربية بعد إعلان إيران اعتزامها تجاوز حد تخصيب اليورانيوم
دبي/لندن (رويترز) – قالت إيران يوم الاثنين إنها ستتجاوز الحدود المتفق عليها دوليا بخصوص مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب خلال عشرة أيام في خطوة من المرجح أن تؤجج التوتر مع واشنطن وإن كانت طهران قالت إنه لا يزال هناك وقت أمام الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي التاريخي.
وفي مؤشر على القلق بسبب ما أعلنته إيران، حثت ألمانيا طهران على الوفاء بكل التزاماتها بموجب الاتفاق المبرم عام 2015. وقالت بريطانيا إنها ستبحث ”جميع الخيارات“ إذا انتهكت إيران الحدود المنصوص عليها في الاتفاق.
وحثت إسرائيل، الحليف المقرب من الولايات المتحدة وعدو إيران اللدود، القوى العالمية على زيادة العقوبات على طهران بسرعة إذا ما تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم.
ويتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد اتهامات وجهتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطهران بمهاجمة ناقلتي نفط في خليج عمان يوم الخميس. وتنفي إيران أي دور لها في الهجوم.
ونفى رئيس الأركان الإيراني الميجر جنرال محمد باقري يوم الاثنين مسؤولية إيران عن الهجمات وقال إنه إذا قررت الجمهورية الإسلامية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي فإنها ستفعل ذلك علنا.
وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للتلفزيون الرسمي ”رفعنا وتيرة التخصيب إلى أربعة أمثالها بل وزدنا على ذلك في الآونة الأخيرة حتى نتجاوز حد 300 كيلوجرام خلال عشرة أيام.
”مخزونات إيران تزيد كل يوم بوتيرة أسرع“.
كانت إيران قالت في مايو أيار إنها ستحد من التزامها بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات العام الماضي.
ويسعى الاتفاق إلى قطع أي طريق أمام امتلاك إيران قنبلة نووية وذلك مقابل رفع معظم العقوبات الدولية عليها.
ويلزم الاتفاق إيران بالحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم ويضع حدا لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب عند 300 كيلوجرام من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب حتى نسبة 3.67 بالمئة أو ما يعادلها لمدة 15 عاما.
وتحققت سلسلة من عمليات التفتيش التي أجرتها الأمم المتحدة بموجب الاتفاق من أن إيران تفي بالتزاماتها.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إلى تعزيز جهودها لإنقاذ الاتفاق الذي قال إن انهياره لن يكون من مصلحة المنطقة أو العالم.
ونقل عن روحاني قوله خلال اجتماع مع السفير الفرنسي الجديد لدى إيران ”إنها لحظة حاسمة ولا يزال بوسع فرنسا العمل مع موقعين آخرين على الاتفاق ولعب دور تاريخي لإنقاذه في هذا الوقت القصير للغاية“.
* مدير وكالة الطاقة الذرية قلق
قال كمالوندي في مؤتمر صحفي بمفاعل أراك النووي الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل والذي توقف العمل فيه بموجب الاتفاق إن طهران ستعيد بناء المنشأة الموجودة تحت الأرض حتى تعمل من جديد. ويمكن استخدام الماء الثقيل في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم وهو وقود يستخدم في صنع رؤوس حربية نووية.
وفي يناير كانون الثاني، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي للتلفزيون الرسمي ”رغم صب الخرسانة في أنابيب داخل قلب مفاعل أراك… فقد اشترت إيران أنابيب بديلة تحسبا لانتهاك الغرب للاتفاق“.
وأضاف صالحي أنه هو فقط والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي كانا على دراية بأمر الأنابيب الإضافية.
ودافعت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، عن الاتفاق بوصفه السبيل الأمثل للحد من تخصيب اليورانيوم في إيران.
لكن إيران انتقدت مرارا تأخيرات في التأسيس لآلية أوروبية ستوفر الحماية للتجارة معها من العقوبات الأمريكية في مسعى لإنقاذ الاتفاق النووي.
وترى الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كان لديها برنامج للتسلح النووي لكنها تخلت عنه. وتنفي طهران امتلاكها برنامجا للأسلحة النووية في أي وقت.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد إن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران وستتخذ كل الخطوات اللازمة، بما في ذلك الدبلوماسية، لضمان الملاحة الآمنة في ممرات الشحن بمنطقة الشرق الأوسط.
وامتنعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعليق. وقال المدير العام لها يوكيا أمانو الأسبوع الماضي إنه يشعر بالقلق لتصاعد التوتر بخصوص برنامج إيران النووي مضيفا أنه يأمل في حل الخلاف عبر الحوار.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب تعقيب. وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك يوم الاثنين إن الاتحاد الأوروبي يريد الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران لكن يتعين على طهران فعل الشيء نفسه.