الفيلم الصيني (صورة من الفسيفساء).. كيف تصبح نظرة المجتمع سجنا للروح
مراكش (المغرب) (رويترز) – قرية صغيرة نائية في جنوب غرب الصين.. أب صارم يكره الخروج عن الحدود.. أم بلا حول ولا قوة.. ومراهقة تجد نفسها في مواجهة كل ذلك عندما تعلن أن أحد مدرسيها اعتدى عليها وأنها تحمل طفله.
من بداية الفيلم الصيني (صورة من الفسيفساء) ”موازيك بورتريت“، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يضع المخرج جاي يتشانغ بطلته في مأزق محاولة إثبات صحة ما تدعيه في ظل التواطؤ المجتمعي، بدءا من المدرسة التي تدرس بها وحتى مجتمع قريتها الصغير، على حماية المدرس والتشكيك في مصداقيتها ومحاولة والديها عزلها خوفا من الفضيحة.
لا تلقى المراهقة شان يونغ دعما سوى من صحفي شاب يريد أن يقف على حقيقة ما حدث لها لكن الصحفي يصطدم بذات الجدار الذي خلقه مجتمع أبوي يقاوم أي حقيقة من شأنها أن تكدر صفوه وتزعزع استقراره.
ما يميز هذا الفيلم بالتحديد هو طريقة سرده فمثل العنوان، يتناول جاي شخصية بطلته شان يونج، التي تقوم بدورها الممثلة تشانغ تونغ تشي، وحقيقة ما حدث لها في صورة أحداث متفرقة تشبه المنمنمات، قد تبدو للوهلة الأولى بلا رابط لكنها في النهاية ترسم صورة مشوهة لفتاة تبحث عن هويتها في مواجهة مجتمع لا يعير أهمية للفرد.
كما يطور المخرج الصراع من خلال تغيير منظور السرد، فالفيلم الذي يبدأ من منظور الوالد الذي يريد الحفاظ على سمعته في القرية الصغيرة، يتحول شيئا فشيئا ليصبح من منظور الفتاة، في الوقت الذي تتعلم فيه أهمية أن يكون لها صوت وسط كل المحاولات لإخراسها.
وقبل عرض الفيلم، قال المخرج إن فيلمه إنساني قبل أن يكون اجتماعيا.
وقال ”في مجتمع مثل الصين، وتحديدا في قرية صغيرة ومنعزلة، يسهل سحق الفرد تحت أقدام الأعراف الاجتماعية. ومن ثم تصبح محاولة شاي يونج لكشف حقيقة ما حدث لها رحلة للتعرف على الذات“.
والفيلم من بين 14 فيلما تتنافس على جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الثامنة عشر من المهرجان والتي تستمر حتى السابع من ديسمبر كانون الأول.