المتسولون إلي الشوارع من جديد
يلاحظ في شكل لافت أن المتسولين عادوا إلي الشوارع بعد أن خفت حركتهم في بعض محاور العاصمة. ولا يخلو شارع من شوارع العاصمة نواكشوط هذه الأيام ولا منعرج من منعرجاتها من هؤلاء المتسولين.
عاد المتسول إذن اليوم بقوة إلى أماكنه الأصلية وبدأ عمله وأنشطته المعروفة والمعهودة داخل مقاطعات نواكشوط.. رجع إلى ملتقيات الطرق والأماكن العمومية بجدارة وقوة، ظهر في الشوارع بشكل متزايد.
ويعيد البعض هذه العودة إلى تزايد المصاعب الاقتصادية ، وتردي أوضاع المعيشة والبعض الآخر يعيدها إلى التسيب في مراكز الإيواء المخصصة للمتسولين وتناقص اهتمام المسؤولين بها.
متسولون غاضبون
يقول المتسولون إن الالتزامات التي تعهد لهم بها مفوض حقوق الإنسان أمام البرلمان ذهبت أدراج الرياح خلال الأشهر الماضية، وإن المئات من المتسولين رجعوا إلى الشارع تحت ضغط الفاقة والفقر، بعد أن اقنعوا أنفسهم بالتوقف أملين ما تعهدت به الحكومة.
ووصف متسولون التقت “المراقب” العشرات منهم أمام بعض مراكز الإيواء المنجزة من طرف مفوضية حقوق الإنسان الوضع في مراكز الإيواء بالسيئ ، وبدا هؤلاء غاضبين .
وتضم هذه المراكز 1224 تمثل النساء 60 بالمائة منهم ، وغالبيتهم من المعوقين والعجزة .
وقالت منينه منت طهمان وهي تجلس أمام برنامج مكافحة التسول الواقع “قرب بقالة الله أكبر” في مقاطعة عرفات “أنا مواطنة ضعيفة وأعيل أسرة تتألف من خمسة أشخاص أغلبهم نساء ولا ناصر لي سوى الله وكنت أعمل دائما بشكل دؤوب على هذه الشوارع أتلقى بعض النفحات ولا مشكل لدي”.
وتضيف المرأة متحسرة : ” انطلقت في شهر 11 من السنة المنصرمة من منزلي الواقع قرب فيراج ( منعطف) ولد آبادوا في دار النعيم وذهبت إلى عرفات كعادتي دائما فتم إيقافي قرب العمود 20 من طرف مفوضية الشرطة في عرفات ولبثت في المفوضية يوما وليلة بعيدا عن عيالي الضعيف”.
وتنتهي حكاية المرأة عند برنامج مكافحة التسول: “سلموني في اليوم الثاني لأهل هذا البرنامج ومنذ ذلك اليوم وأنا أقعد هنا كما ترون، ولم أجن منه سوى الأبواب الموصدة والمماطلة الدائمة”.
مستفيدون
ويقول آخرون لــ”المراقب” إنهم راضون من جانبهم ومرتاحون كل الارتياح لهذا البرنامج.
يقول سيد ولد ورزك : ” أتقاضى راتبا يبلغ 22 ألفا كل شهر أنا ومجموعة معي يبلغ عددها 300 نسمة نتقاضي هذا الراتب عند انتهاء كل شهر بشكل دائم بدون مماطلة ولا تسويف”.
البرنامج يرد:
وفى الجانب الرسمي يقول محمد الحافظ ولد حمدي المنسق العام لبرنامج مكافحة التسول فى عرفات ل ” المراقب” إن المشروع قام خلال سنة 2009 بإنجازات ضخمة تم تجسيدها على أرض الواقع بوصوله إلى المستهدفين.
ويضيف أنهم قاموا بإحصاء شامل للمتسولين في مدينة نواكشوط . وعلى أساس ذلك يقول وضعنا قاعدة بيانات مكنت البرنامج من الحصول على معلومات دقيقة عن كل المتسولين ويتم على أساسها دراسة وتقويم كل حالة على حدة.
ووفقا لما ذكره المسؤول تم افتتاح خمسة مراكز في كل من مقاطعات عرفات، السبخة، الميناء،ودارالنعيم.
وقال: ” ننجز في هذه المراكز وجبات يومية تتوفرعلى أعلى معايير الجودة وفي ظروف صحية جيدة لأكثر من 600 نزيل حتى الآن”
وأوضح مسؤول البرنامج أنه تمت “إقامة ورشات للتكوين في مجال الخياطة والسياج الحديدي حيث تم دمج مكونين معظمهم من أصحاب الاحتياجات الخاصة ويشرفون حاليا على تكوين عشرات ممن كانوا متسولين أملا في أن يتم دمجهم لا حقا في عملية بناء وتنمية الوطن.” وقال إن ثلاثمائة متسول يتلقون إعانات مالية شهرية.
وخصصت “معاشات بشكل دائم ومنتظم لذوي الأسر من المتسولين الغير قادرين على ممارسة أي مهنة”.
وقال ولد حمدي في حديثه “إن الذين كنتم ترون على الشوارع والمعتصمين في الأشهر الماضية أمام الجمعية الوطنية والرئاسة والوزارة الأولى تم دمجهم في هذا البرنامج وسيستفيدون جميعا منه في أسرع وقت ممكن”.