موريتانيا قبل قرن (1920-2020)/ سيدي احمد ولد الامير
من أهم الأحداث السياسية التي عرفتها بلادنا سنة 1920 أي قبل قرن من الآن قرار مجلس الوزراء الفرنسي في اجتماعه يوم 8 ديسمبر 1920 الذي جعل موريتانيا مستعمرة تابعة لمجموعة إفريقيا الغربية، وكانت قبل ذلك إقليما مدنيا (Territoire civil). وسيظل وضعها هكذا حتى سنة 1946 حيث أصبحت إقليما ضمن أقاليم ما وراء البحار. وكان ذلك الاجتماع الوزاري تحت رئاسة الرئيس أليكساندر ميتران وبحضور وزير المستعمرات ألبير سارو. وفي السنة الموالية أي 1921 سوف يزور الوزير سارو إفريقيا الغربية، ويخصص للعاصمة الموريتانية يومها مدينة سان لويس “اندر” جزءا من جولته. وقد لقي سارو وفدا كبيرا من أعيان موريتانيا ومن مختلف الجهات، وكان قد اصطحب معه زوجته مضم ليدي سارو التي كانت ذات مكانة عظيمة بين سيدات باريس. وعندما التقت مضم ليدي سارو هي وزوجها بمستقبليها من الأعيان الموريتانيين صافحوها ما عدا أحمدْ بن بابه بن محمذن بن حمدي “أحمد ولد الطلبه علما” رئيس إدوالحاج لم يصافحها فقال أحد الادباء في ذلك:
الاشْيَاْخ اللِّي غَيْرَكْ مَضَمْ ۞ اتْمازحْهَ واتْصَافحْهَ
وانْتَ سُنِّتْ سَيِّدْ الاُمَمْ ۞ اتْماسيهَ واتْصَابِحْهَ
وفي سنة 1920 توفي بعض الأعيان الموريتانيين ومن بينهم: محمد الأمين بن عبد الله بن عثمان اليونسي الرحموني. وفيها توفي بابه حسنا بن مولاي عبد الله الولاتي وقد كان علامة مدرسا مؤلفا. كما توفي في سنة 1920 محمد الأمين بن الشيخ المعلوم البصادي. وهو شاعر أديب سلس العبارة. ومن شعره قوله:
يا مرحبا بكم أوانَ طلعتكم ۞ يا عالمين من أين تؤكل الكتف
فمرحب قولها باللفظ مختلف ۞ لكنها باختلاف الناس تختلف
وله في الشيخ أحمد بمبا السنغالي:
قد زَاركُمْ بدوِيٌّ كان في مَهَلِ ۞ ما عَاشَ قطُّ بزيتونٍ ولا بَصَلِ
يريدُ منكمْ أمورًا ليس يعلمُهَا ۞ إلا الذِي خلَقَ الإنسانَ من عَجَلِ
وله:
وَفاطمَةٌ منها إذا نلتُ لثْمَةً ۞ فذلكَ تكريمٌ لوجهِي ومَنْزَهُ
وإنْ كرَّم الرحمنُ من بعد ذَا فَتًى ۞ ببنتِ علي كَرَّمَ اللُه وجْهَهُ