لقاء غزواني.. انطباعات «عائد»/ محمد المنى
عدتُ قبل قليل من اجتماع عقده فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع جاليتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمناسبة الزيارة التي يؤديها هذه الأيام لأبوظبي الجميلة، حيث تحدّث للحاضرين في «قصر الإمارات»، مبدياً تثمينه لجهود الجالية ودورها في الدبلوماسية الشعبية وإسهامها في دعم الاقتصاد الوطني، ومشيراً إلى بعض الجهود التي تبذلها حكومته على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، لمعالجة الاختلالات وسد النواقص وإنهاء معاناة الموريتانيين.. قبل أن يستمع لتدخلات الحاضرين، وكان بعضها شخصي صرف وبعضها الآخر شخصي في ثوب عمومي.
وقد خرجتُ من حديث الرئيس وتفاعله مع بعض المتحدثين والمتحدثات، بالملاحظات الانطباعية التالية:
1- إنه مطلع وملم إلماماً دقيقاً بالأزمة البنيوية الشاملة والمستحكمة التي تعيق حركة البلد وتعطل مساره التنموي، بل تدفعه إلى الخلف في كثير من المجالات الحيوية، مما أفضى إلى تعطيل مساره التنموي وإهدار عقود من تطوره.
2- إن الرئيس يريد تحقيق إنجازات مرئية وملموسة في أسرع وقت ممكن، لكن الملفات متداخلة ومتشعبة في كثير من القطاعات المستهدفة، ويبدو أن تنقية هذه القطاعات وملفاتها من الفوضى وحالة الفساد والشلل التي أصابتها على مدى السنوات الماضية، ما تزال دونه عراقيل ومصاعب كثيرة، أقلها نقص الأموال والدراسات اللازمة لذلك.
3 -إنه إذا كان بعض الطاقم المحيط بالرئيس جاداً وصادقاً (ومثال ذلك مدير ديوانه على الخصوص)، فإن آخرين من المرحلة السابقة ربما يمثلون جزءاً من المشكلات العويصة التي ورثها الرئيس عن سلفه، وعليه أن يتعامل معها تعامل الكيس الحاذق الصبور.
4- إن كثيراً من الموريتانيين ما عاد باستطاعتهم المزيد من الصبر على أوضاع اجتماعية واقتصادية تزداد بؤساً يوماً بعد آخر، وهو ما قد لا يدركه الرئيس تمام الإدارك، رغم ما تشف عنه خرجاته العامة من حس إنساني متعاطف، رفيع وصادق إلى حد كبير.
فهل نتشاءم إذن أم نتشبث بشيء من «فسحة الأمل»؟