عباس بالأمم المتحدة: أمريكا تعرض على الفلسطينيين دولة كقطعة “جبن سويسري”
(رويترز) – رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل غاضب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء بوصفها هدية لإسرائيل وغير مقبولة للفلسطينيين.
وقال عباس وهو يلوح بنسخة من خريطة تتصورها الخطة الأمريكية لحل يقوم على أساس وجود دولتي إسرائيل وفلسطين إن الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة ”جبن سويسري“ مفتتة.
وفي انتكاسة للفلسطينيين، لم يطرح للتصويت مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة، وزعته تونس وإندونيسيا وكان من شأنه إدانة خطة إسرائيلية لضم مستوطناتها في الضفة الغربية فيما يرقي إلى انتقاد لخطة ترامب.
وذكر دبلوماسيان في الأمم المتحدة أن المسودة، التي كانت ستقابل بفيتو أمريكي شبه مؤكد، لم تطرح لأسباب منها أنها فشلت في الحصول على ما يكفي من الدعم الذي يحتاجه الفلسطينيون لعزل الولايات المتحدة.
وقال أحد الدبلوماسيين إن المسودة التي أرادت الولايات المتحدة تخفيفها، حصلت على 11 أو 12 صوتا في المجلس المؤلف من 15 عضوا. وقال دبلوماسي ثان إن الوصول إلى 14 صوتا مقابل صوت واحد، وهو ما كان يريده الفلسطينيون، كان سيستلزم الكثير من التنازلات.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب ”اليوم وبعدما طرح مشروع قرار مثير للانقسام، أظهر مجلس الأمن الدولي أن الأسلوب القديم في القيام بالأشياء انتهى“.
وتعترف خطة ترامب، التي نُشرت في 28 يناير كانون الثاني، بسلطة إسرائيل على المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وتطلب من الفلسطينيين تلبية سلسلة صعبة من الشروط لدولة عاصمتها في قرية بالضفة الغربية شرقي القدس.
وقال عباس ”هذه الدولة التي سيعطونها لنا هي جبنة سويسرية. من يقبل بكم أن تكون دولته هكذا؟“
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر انتخابي ببلدة بات يام الإسرائيلية، هذا الانتقاد وأشار إلى احتمال أن ترحب دول عربية بخطة ترامب حتى إذا لم يقبل بها الفلسطينيون.
وقال نتنياهو ”هذه ليست قطعة جبن سويسري. هذه أفضل خطة موجودة بالنسبة للشرق الأوسط… ولدولة إسرائيل وللفلسطينيين أيضا“، مضيفا أن الخطة ”تعترف بالواقع وبحقوق شعب إسرائيل، وهما أمران ترفضون (أنتم الفلسطينيون) باستمرار الاعتراف بهما“.
ودعا عباس ترامب إلى التخلي عن هذه الخطة والسعي إلى العودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل يقوم على أساس وجود دولتين بناء على حدود ما قبل 1967. ورفض عباس الوساطة التقليدية للولايات المتحدة في حل الصراع ودعا إلى عقد مؤتمر دولي.
وقال عباس ”بصراحة لن نقبل أمريكا وسيطا وحيدا“.
وأشار إلى احتمال اندلاع احتجاجات عنيفة، قائلا ”الوضع برمته أصبح قابلا للانفجار. ومن أجل الحيلولة دون ذلك، فلا بد من تجديد الأمل لشعبنا. لا تضيعوا الأمل لشعبنا“. ولاحقا قال ”نحن لن نلجأ للعنف والإرهاب“.
وعلى الرغم من أن هدف ترامب المعلن هو إنهاء الصراع الممتد منذ عقود، فإن خطته كانت منحازة لإسرائيل. وما أكد ذلك هو غياب الفلسطينيين عند إعلانها في البيت الأبيض ونتنياهو إلى جواره.
وفي حين رفض وزراء الخارجية العرب هذه الخطة في الأول من فبراير شباط، كانت ثلاث دول عربية خليجية هي عمان والبحرين والإمارات ممثلة في إعلان البيت الأبيض، مما يشير إلى أنها قد تعطي الأولوية للعلاقات مع الولايات المتحدة والعداء المشترك لإيران على حساب التحالفات العربية التقليدية.
ورأى عباس أن هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل اقتراح من دولة تدعمها دولة أخرى لفرضها على الفلسطينيين. وقال ”هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل جاءت من دولة ومعها دولة لتفرضها على العالم… هذه الصفقة مرفوضة“.
واتهم داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة عباس بأنه غير واقعي وقال إن السلام غير ممكن ما دام مستمرا في السلطة.
وفي تعبير عن التضامن مع عباس، وقف إيهود أولمرت، وهو رئيس وزراء وسطي سابق لإسرائيل زعم تحقيق تقدم كبير في المحادثات مع الفلسطينيين بهدف إبرام اتفاق سلام نهائي، بجانب الرئيس الفلسطيني خلال ظهور مشترك.
وأظهر استطلاع للرأي، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة بين الخامس والثامن من فبراير شباط في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن 94 في المئة من الفلسطينيين يرفضون الخطة التي أطلق عليها ترامب اسم ”صفقة القرن“.