أعصاب “التعليم عن بعد”
رغم ظروفنا الطارئة الحالية غير السارة كثيرا، كشأن العالم كله من حولنا، فإنه لأمر سار ومفرح إعراب سلطاتنا التعليمية عن نيتها التوجه نحو خيار “التعليم عن بعد”.. إذ يعني ذلك في ما يعنيه أننا قد استطعنا التغلب على مشكلات أساسية عديدة يواجهها نظامنا التعليمي وأنه أمكننا وضعها وراء ظهورنا بشكل تام ونهائي؛ مثل مشكلة الكتاب المدرسي (الورقي)، ومشكلة الافتقار للسبورات والطباشر والكراسي والحجرات الدراسية، وأننا قضينا على اكتظاظ الحجرات الدراسية ووفرنا ملاعب ومكتبات ودورات مياه نظيفة لجميع المدارس، وجهزنا إداراتها بالوسائل والمعدات اللوجستية من الورق إلى الحاسوب والطابعة.
ألا يمثل “التعليم عن بعد” في حالتنا هذه على الأقل، حيث يفتقر نظامنا التعليمي لأبسط الأساسيات والمقومات الضرورية، نوعا من القفز نحو المجهول أو من منهج “حرق المراحل” إن لم يكن حرق التعليم نفسه أو حتى حرق الأعصاب؟
محمد المنى – من صفحته على الفيسبوك