الملك المغربي يهاتف غزواني لبحث العلاقات الثنائية والمستجدات الاقليمية ويعرض زيارة لموريتانيا.. ما الممكن وما المستحيل؟؟..
الزعيمان قبلا دعوة كل منهما للآخر
نواكشوط- “مورينيوز”- من الشيخ بكاي-
أجرى العاهل المغربي محمد السادس اتصالا هاتفيا بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وجه في نهايته دعوة للرئيس غزواني لزيارة المغرب رد عليها الغزواني بدعوة مماثلة . وقد اتفق الزعيمان على تحديد موعد الزيارتين في وقت لاحق.
وقالت الوكالة الموريتانية للانباء إن الغزواني ومحمد السادس تباحثا حول المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.كما بحثا “العلاقات الثنائية العريقة والوطيدة بين البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين ولبلدان المغرب العربي أجمع” حسب نص الوكالة ..
وقالت وكالة “المغرب العربي للانباء” المغربية الرسمية إنه “بهذه المناسبة” عبر الملك “عن استعداده للقيام بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، موجها في نفس الوقت الدعوة لفخامة الرئيس لزيارة بلده الثاني المملكة المغربية.”
ويأتي الاتصال بعد احتلال المغرب معبر الكركرات في المنطقة العازلة بالصحراء الغربية في إثر قيام مدنيين تابعين للبوليساريو بإغلاقه..
وأقام المغرب جدارا حول المنطقة شبيها بالذي أقام حول المناطق الخاضعة لسيطرته من الصحراء المتنازع عليها بينه والبوليساريو..
وتعرض المغرب لضربة قوية بإغلاق المعبر لمدة 24 يوما، إذ هو منفذه البري الوحيد لتمرير صادراته إلى موريتانيا ودول إفريقية..
غير أنه الان بات من الصعب على البوليساريو – وفق ما يقول المحللون العسكريون الوصول إلى المعبر بعد أن أقام حوله المغرب حزاما من جيشه وأسلحته وأقام حوله جدارا.
وتقول البوليساريو إنها لم تعد معنية باتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، بعد ما تصفه بخرق المغرب للاتفاق..
وتواصل قوات البوليساريو ضرب أهداف مغربية وسط الصحراء.. وقال بيان للجيش الشعبي الصحراوي إن وحدات تابعة له شنت ” هجمات مركزة” على مواقع متعددة للقوات المغربية داخل الحزام..
و أضاف البيان أنه في يوم الجمعة 20 نوفمبر 2020 جرى ” قصف عنيف إستهدف منطقة روس أودي أم ركبة بقطاع المحبس ، وقصف مركز إستهدف منطقة روس فدرة التمات بقطاع حوزة” على حد قول البيان.
وتعتبر موريتانيا مهمة جدا في المعادلة ، فهي منفذ المغرب البري الوحيد إلى إفريقيا.. وهي مثل الجزائر معتبرة في الامم المتحدة مراقبا في موضوع خطة السلام الفاشلة..
وتعترف موريتانيا بالجمهورية الصحراوية التي أعلنتها البوليساريو، لكنها تلتزم الحياد الايجابي في النزاع.
وعلى الرغم من حياد موريتانيا فإنها لم تستطع قط الابتعاد نتيجة العلاقات التاريخية والاجتماعية بين سكانها و الصحراويين..
ويجري الصراع على بعد “أمتار” أحيانا من السكة الحديد التي ينقل عبرها خام الحديد الموريتاني من المنجم في الزويرات إلى ميناء التصدير في نواذيبو..
وظلت الريبة على الدوام تطبع العلاقات الموريتانية المغربية.. ويقول الموريتانيون إن المغرب لا يقبل منهم موقفا مستقلا وتحركه عقدة تاريخية، في حين ظل المغرب يتهم موريتانيا بدعم البوليساريو..
وسيكون مفيدا للطرفين والمنطقة تنقية علاقاتهما من الشوائب،من أجل تطوير تعاون هما في حاجة إليه، لكن أيضا من أجل أن تتمكن موريتانيا من لعب دور يفيد في حل مشكل الصحراء القائم منذ عقود، ويقف حائلا دون تطوير علاقات المغرب العربي في عهد التكتلات..
وسيتعين على المغرب أن يراجع نظرته للموريتانيين ويقبلهم أندادا ومستقلين عنه وعن القوة الاقليمية الاخرى: الجزائر..
كما سيتعين على الموريتانيين التغلب على الحساسية الزائدة من إخوانهم المغاربة..
ويعتقد مراقبون موريتانيون أنه في مقدور الطرفين تطوير علاقاتهما في كل الاتجاهات بما يخدمهما ويخدم المنطقة.. غير أنه سيكون من المستحيل أن يتجاهلا علاقات خاصة تربط موريتانيا بالصحراويين،وموقفا محايدا في الصراع حول الصحراء..