حشرجة فنان..اتركوا موطئ قدمٍ وجدناه ميتا فنفخنا فيه روح الفن / محمد إدومو
حسنا !
لم ندَّعِ يوما امتلاكنا لفضاء التنوع البيئي والثقافي…
والفاعلُ في الجملة أعلاهُ مستترٌ تقديره نحن، ونحن تلك تحمل في طياتها لفيفاً من الفنانين المسرحيين، السينمائيين، الموسيقيين، الرسامين، والشعراء والقراء والفاعلين الثقافيين المستقلين؛ وعشرات الجمعيات والنوادي ومنظمات المجتمع المدني ذات الطابع الثقافي والفني.
لم ندَّعِ إذن حيازتنا لصك ملكية تلك المساحة التي نسميها فضاء التنوع البيئي والثقافي؛ نحن فقط نقول إننا وجدناها أرضًا مواتا فنفخنا فيها روح الفن و”حنَّكناها” بالثقافة،و ألبسناها لبوس المعرفة، وعلمناها أبجدية الإبداع، وقرأنا عليها من الكلم الطيبِ ما روَّضَ خُلوتها المتوحشة.
كان فضاء التنوع الثقافي مرتعاً للقبحِ فتلونا عليه سورة الجمال،
كان نائما فأيقظنا فيه روح الفن؛
كان مسكونا بالليل فدحرجنا شمسا في وسطه،
كان صامتا فعلمناه الكلامَ….
والآن قررت الدولة استعادة أرضها دون تشاور مع أحد ـ كعادتها ـ ونحنُ هنا نذكرها أنها ستضع أساسا من الإسمنت المسلح لتهد أسسا لذاكرةِ من الفن تشكلت على امتداد عشرِ سنواتٍ..
لسنا ضد بناء مقر جميل لمؤسسة حكومية، ولكننا كنا نعتقد ـ سُذَّجاً ـ أن نواكشوط مليء بالقطع الأرضية الصالحة للبناء، قد تكون فداءً يحفظ لفضاء التنوع الثقافي ماءَ وجهه أمام جرافات وزارة الشؤون الاجتماعية..
سأختم هذه الحشرجة بحقيقة واعتراف وسؤال على التوالي:
لا اعتراض على تصرف المالك في ملكه..
الفنان في موريتانيا ليس ضمن الأولويات… أدري!
ماذا يضير إذا تركنا موطئ قدمٍ غير مفروش بالإسمنت في رئة المدينة؟