أسئلة على هامش تاريخ الكادحين ( 6): هل كانت للكادحين علاقة ولاء لحكومات أو لجهات خارجية؟ / عبد القادر ولد محمد
هل كانت للكادحين علاقة ولاء لحكومات أو لجهات خارجية؟
يعتبر الولاء للجهات الأجنبية من جملة الكبائر في اعراف جميع دول العالم حيث أنه لا يعقل ان تقبل دولة من مواطنيها التواطؤ مع دوائر أجنبية ضد مصالحها الوطنية …
و معلوم أن الدولة المورتانية استخدمت تهمة الولاء للخارج في وقت مبكر ضد المعارضة و ذلك على خلفية الخلافات حول جدية مشروع الاستقلال..
و قد شملت تلك التهمة الجاهزة زعماء النهضة الوطنية قبل أن يتبين انها مجرد دعاية لتشويه صورتهم ..و بعد تفاهم زعماء النهضة مع النظام و دخولهم في صفوف الحزب الواحد الذي كرسه الدستور بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية بقيت التهمة محصورة على بعض الشخصيات الوازنة التي عارضت نهج الاستقلال في ظروف يضيق المقام عن ذكرها ..
لكن تهمة الولاء للخارج عادت مع نشأة المعارضة السرية خصوصا مع نشأة حركة الكادحين التي اتهمها النظام باستيراد أفكار أجنبية و غريبة على المجتمع..
غير أن مثل تلك الدعاية لم تكن تستند إلى أدلة عملية تثبت ولاء الكادحين لجهات خارجية و لعل الحكومة حينها كانت أدرى بذلك لا ن جمهورية الصين الشعبية كانت رغم تأثر حركة الكادحين بالخط الماركسي على طريقة ماو تسي تونغ و بمنشورات السفارة الصينية في نواكشوط ( اخبار بكين و بناء الصين آلخ ) حليفا استراتيجيا للجمهورية الإسلامية المورتانية و ما زالت كذلك إلى اليوم…
و قد أشار الاستاذ المختار ولد داداه في مذكراته إلى ذلك، و إلى إعجابه الشخصي بالزعيم الصيني ماو تسي تونغ حيث قال انه ذكره ضمن الشخصيات التي ابهرته ابان لقاءاته معها ( مثل شارل ديكول و جمال عبد الناصر ) ..
و الحقيقة كان العالم حينها مليئا بعظماء السياسية و حملة الأفكار النبيلة الذين تأثر بهم الشباب المورتاني. ففي تلك الفترة لم يكن الانتماء للحركات السياسية ذات الخلفية الأيديولوجية مرادفا العمل ضد المصالح الوطنية للبلد و لم يكن البحث عن المال و ما ترتب عليه من تبعية ضمن اهتمامات منتسبي الحركات السياسية..
كان الشباب سواء قوميا أو ماركسيا يؤمن بمشروع مجتمع، و يسعى يزهد إلى تحقيق أحلامه ..
كان النظام في عقد السبعينيات يعرف ذلك جيدا و يعرف أن تهمة الولاء للخارج غير جدبة …
و يمكن القول بأن حركة الكادحين تميزت في تلك الحقبة و حتى فى حقبة عدم الاستقرار السياسي التي تلت انقلاب 1978 بكونها كانت حركة وطنية لا تستند إلى دعم خارجي و لذلك لم تجد الأنظمة حجة ضدها ..
و معلوم أن الحركات القومية ( البعثيين و الناصريين و القوميين الزنوج..) تعرضت لقمع شديد على اساس تهمة الولاء للخارج.
.. و هي تهمة عبر الكثير من أنصار تلك الحركات عن رفضه لها، و بالطبع حصلت على أساسها تجاوزات كثيرة ضد بعض الحركات لكنها على العموم بقيت حتى الآن مكتومة في طيات المسكوت عنه..
ويبقى أن السؤال عن علاقة ولاء السياسين لجهات خارجية ضد مصالح بلدهم الوطنية وارد و هو سؤال بعني كل الحركات و كل الأحزاب و الشخصيات و جميع ناشطي المجتمع المدني و بالتالي يعتبر الرد عليه بشفافية شرط صحة لممارسة السياسة و دليل على الوطنية …
عبد القادر ولد محمد