معمل لصناعة الانساب الآباء
بلغ جميع الأهل والأحباب
أني افتتحت معاملا لتجارة الأنساب
وصناعة الآباء من ماسٍ
وصقل صحيفة الألقاب
فأنا مسيلمةُ الذي تدعون بالكذاب
ولقد عشقتم صنعتي
ووقفتمُ جهلا على أبوابي
وسجاحُ تلبس معطفا
وتعد مغزلها لنسج عباءة الأحساب
فتخيط من يسخو لها نسبا من الحجر الكريم
ومن لجين خالص
ومذاب
حتى يُرَى متلفعا في بردة
الأشراف والأقطاب
أما الفقير فإنه
يبقى من الأذناب
هذي الأصول أحبتي
في متجري
هيا اشتروا بالرخص يا أصحابي
من شاءها عربيةً
من شاءها عجميةً
هندية، صينيةً
كُرَوِيَّة..مخروطةً
سطحيةً
تحتيةً..فوقيةً
بُنِّيةً..ورديةً
كل الذي تبغونه
متوفر بالصوت
والألوان والأحجام يا أحبابي
يا سادتي
لا تقلقوا
لا تبحثوا
لا تسألوا أهل القبور
فإنهم لا يملكون جوابكم
قد ضاع ما أكل الفنا
في سالف الأحقاب
فاحفر هناك تجد ترابا أبيضا
واحفر خفيفا تلق طينا لازبا
وانزل قليلا تلق رملا أصفرا
هذا رفات جدودكم
كيف الوصول لمصدر الإنجاب
وحقيقة الأنذال والأرباب
يا سادتي
ما الفرق بين أعزة
و أذلة
ما الفرق بين مكانة الأعجام
والأعراب
ما لم تزنهم شرْعة الوهاب…
يا سادتي ماذا جرى
في كل يوم ميتون بحفرنا
في الأرض عن ذهب
فهل قَدَرٌ علينا أن نموت بحفرنا أيضا عن الأنساب؟؟؟.
تبا لكم
تعسا لكم
هذا أنا إبليسُ قد ضللتكم
وخدعتكم وشغلتكم بالوهم
يا لمهارتي
فتنابز الأحباب بالألقاب
شكرا لكم
شكرا لكم
فأنا قبضت
بجهلكم أتعابي