من اجل غد افضل للرياضة الموريتانية / النجاح بنت محمذفال
يبدو أننا خرجنا من القرن العشرين دون زاد كبير للقرن الواحد والعشرين خاصة فى مجال الرياضة ! نشارك فى كل التظاهرات التى يقوم بها شعوب العالم العالم ومنها الرياضة ولكن شماذا قدمنا لابنائنا بهذا الخصوص؟
هذه الممارسة -الظاهرة – تبدو غريبة على مجتمعنا فهي من المواسم التى نشاهدها فى التلفاز وكأنها شأن خارجي لايخصنا !
اظن انه لو انطلقنا امن ماضينا الرياضى لكان الأمر مختلفا.. فا لرياضة الموريتانية التقليدية عريقة وغنية وتناسب جميع الفئات العمرية للشباب إناثا وذكورا وكوننا أغفلنا خصوصيتنا الرياضية بعد ” التمدن ‘سلب ذلك منا كل اهتماماتنا بها ..نتيجة لأننا اختزلناها في رياضة غيرنا هكذا ظل الموريتانى ينظر إلى الرياضة على أنها مسألة غيرية ..
ومن هنا فإن غياب الرعاية الهوياتية لأي مسألة ..فى أي مجتمع لابد أن يؤثر سلبا على الصورة النمطية التي يتعاطاها هذا المجتمع عن تلك المسألة
لذا جاز السؤال :
هل حان الوقت لإخراج الرياضة الموريتانية الاصيلة من دائرة النسيان إلى دروب التعاطى ؟
– وهل لنا رياضة اصلا ؟
– ومن هم المستفيدون منها من الفئات العمرية إناثا وذكورا ؟
هنالك عدة رياضات كانت منتشرة في البلد ولو أدرجت فى المناهج التربوية لما كانت الرياضة غريبة عنا الى هذا الحد
-اولا الرياضة النسوية : الصبايا
– 1 التسدار:
وهو فى عمر معين ما بعد البلوغ الى العقد الثالث
( اشواب ولعزب ) وقد يقوم كل ترب به وحده وهو وسيلة لرياضة المشي والترفيه فى نفس الوقت
فضلا عن دوره الاجتماعي في تقوية أواصر الصلات بين فتيات الحي او القرية بل وحتى بين القرية وجاراتها من قرى أخرى
كما أنه ساحة لمسابقة ملكة الجمال التى كانت تقام فى بعض الأوساط بطريقة غير مباشرة فأحيانا يأتي من المبدعين الشباب من يقدم انطباعا عن من هي” شبيبة “الملگ ” اي اللقاء التي قد تكون موضوع أثر فني
(گاف )او (طلعة ) اوابيات و توجد بعض الامثلة على الإنتاج الأدبي المنبثق عن التسدار مع أنه لا يشكل ساحة للقاء صبابة على انفراد بين الفتية والفتيات بل إن ذلك يدخل في خانة الممنوعات
– من أدبيات “التسدار ” أنه لا يكون بمنأى عن الحي وإن حدث فإنه يكون برقابة حارسات بصفة غير مباشرة .
هذا النوع من الرياضة مايزال ممكنا حتى الآن لكن بشرط الرعاية الامنية الفائقة وحتى إذا تعذر في المدينة فإن تدريسه فى المدارس وجعله فى سياق التداول الثقافي والادبى والإعلامى يغذى الروح الرياضية لدى الفتيات .
– 2 لعبة حيلْها : وهي رياضة عريقة تمارسها الصبايا مجتمعة وتعرف بأنها نوع من القفز خلال الجلوس الذي يشبه جلوس القرفصاء ممزوجا بحركات راقصة تصحبه نغمات تقلد أصوات بعض الحيوانات مثل الإبل وتُمارس داخل الحي ويمكن العمل على تطويرها .
– 3 لعبة ام قميظ او الرويغة وهي من الرياضات الثنائية الأبعاد فهي ممارسة لرياضة الجري ثم إنها تقوى المهارات الذهنية وهي كالآتي :
تشكل الصبايا فريقين ويتم إخفاء إحدى اعضاء فريق لتبحث عنها الصبايا من الفريق الخصم وعندما يعثرن عليها لا يحق لفريقها مزاولة الاختفاء من جديد بل عليه أن يذهب للبحث عن من اختفت من الفريق الغريم
وهاتان الرياضتان قابلتان للممارسة فى الأوساط المدرسية إذا تمكنت الجهات المعنية من تصميم ساحات خاصة بها تخص الفتيات دون الأولاد .
كما يمكن تطويرها وتدريسها فى المدارس وإقامة تظاهرات رياضية نسوية تخصها
– 4 ام احمدش :
وهي ممارسة رياضية تقوم على انتقاء بعض الكريات ( توگُ ) مثلا او ( تمر الغراب) وتمارس الصبايا رفع واحدة من هذه الأحجام إلى الأعلى لكنها ما تلبث ان تجمع العدد المطلوب مما تركت أسفل بسرعة فائقة والمباريات قاسية لأن عامل السرعة حاسم وتقول محدثتى ان الكريات مجتمعة تكون فى اليد اليسرى وعددها ( اربعة او اكثر الى اقل من عشرة ) في اليد اليمنى وتقوم الصبية بقذف الكرية إلى الهواء وكلما جمعت من الكريات من الاسفل والحقته بالواحدة التى قذفت اصلا تكون هي الفائزة فإن شئت قلت انها رماية نسوية كما تراءت لى لانها تتوقف على حدة النظر وقوة التركيز
– 5 اشناگ
وهي عبارة عن تجمع كريات صغيرة تكون المسافة بينها بقدر المتر عموديا و تعمل الصبايا على دفع كل كرة بسرعة لتصل الى التى أمامها فإذا سقطت الكريات الامامية كلها يكون ذلك انتصارا حاسما وان كان السقوط أقل يكون الانتصار أقل وإذا لم تتمكن من إسقاط اي كريه يسحب منها الدور الى غيرها
هذا الى جانب الكثير من الرياضات النسوية التى ماتت
ثانيا الرياضات الذكورية التقليدية: الفتية
وهي تدخل في سياق التداول أكثر من الرياضات النسوية ومن أهمها:
– 1 التود
الغورافة وتتم ممارستها إما على الأقدام بالعصا المعكوفة
( أحواص)
وإما على ظهور الخيل ولا تلمس بالأيدى
– 2 أم سبٌيگ
وهي عبارة عن سباق على الأقدام شائع في أوساط الأطفال إناثا وذكورا
ولكن دون اختلاط فيقوم الفتية به لوحدهم وكذا الصبايا وهو بمثابة رياضة الاطفال أي أنه يستقبح بعد الطفولة وقد أشرنا إليه في معرض الحديث عنه بشأن الصبايا .
– 3 لعبة هيب 7
مجموع اللاعبين يتألف من:
– 1 لاعب واحد يجلس القرفصاء ويضع يديه على عينيه
-2 لاعب ثان يقف واضعا اللاعب الأول بين رجليه ويمنع اللاعبين السبعة من لمسه بالأيدى فإذا تمكن أحد أعضاء الفريق السبعة من لمسه فإن المدافع والبارك يتبادلان الأدوار هذا هو ما فهمت من محدثي
– 4 اطيعوز : أو الدّز أو أريذوخ
وهو قريب من المصارعة لآن ولكن له قواعد مختلفة
– 5 غاش
وهي رياضة جماعية أساسها قفز حر تنتظم كا الآتى
لاعب فى وضعية الركوع مع الحرص على انحناء الرأس أكثر ويقوم بقية اللاعبين بتداول الأدوار كل واحد يأتي اللاعب الذى هو فى وضعية الركوع عدوا من الخلف ليتجاوزه قفزا وعندما لم يتمكن من القفز فوقه دون أن يلامسه يصبح اللاعب الذى كان يمارس القفز فى وضعية الركوع وهكذا ..
أما معيار اختيار اللاعب الذي تبدأ به اللعبة فهو ان يكون أقصر الفريق قامة
– 6 كَرَوَلْ :
وهي عبارة عن
وتد بطول متر يغرس في الأرض رأسه العلوي يكون حادا ليثبت فوقه عمود خشبي سميك بطول مترين فى منتصفه ثقب صغير يدخل فيه الحاد من رأس الوتد اما طرفاه فهما منحوتان قليلا تهيئة لجلوس اللاعب الذى عليه أن يسبل رجليه إلى أسفل.
وتبدأ اللعبة كالتالى :
1 لاعبان يجلس كل واحد منهما على آخر طرف العمود الأفقي وهي النقطة التي سبق وأشرنا إلى أنها منحوتة ثم يمسك كل منهما بالوتد المثبت .
-2 لاعب ثالث يعمل على تدوير العمود الأفقي وعندما يصل التدوير الى اقصى سرعة ينسحب زحفا على بطنه لكي لايتضرر من العمود الأفقي الدوار و يتم تبادل الأدوار.
7 أنيگور
او لعب الدبوس كما يسميه البعض وهو النزال باستخدام العصي وهي رياضة ذات مغزى ترفيهي وآخر قتالى وكثيرا ما يكسب المتمرسون بها اعتى المعارك التقليدية.
8 النوش
وهو الإمساك بذيل الدابة (الإبل والبقر ) عندما تمشى فى سرعة متناهية والفائز هو من تغلب على الدابة عندما يوقعها أرضا
اما الاطفال فيستخدمون فيه صغار البقر العجول
– 9 اللز:
وهو سباق للإبل بمثابة رياضة للشباب والكبار حسب اللياقة البدنية
– 10 ادغوغ :
مفرده “الدغ” وهو قطعة صغيرة تفصل بين الجزء السفلي من الفخذ ويستخدم بقواعد معينة لم يتمكن محدثي من إيصالها بدقة
– 11 سباق الخيل والجمال
– وهذه تمارس محليا لكن دون جهود تذكر ودون تخصيص تظاهرة خاصة بالشباب ودون منهجية مدرسية )
– 12 سباق الحمير
ويميزه أن الظفر فيه من نصيب آخر الحمير وصولا
ويمنع على المتسابق أن يمتطي حماره ! بل كل واحد يمتطى حمار غيره وعند نقطة الوصول يستعيد كل متسابق حماره الاصلى ويبدأ الصف .. لا تراتبية بل الفوز لمتسابق واحد وهو الحمار الذى كان آخر من يصل ويقدم إلى مالكه الأصلي
ويتقدم قافلة الحمير ثم يركبه المتسابق الاصلى بطريقة مختلفة فيولى وجهه للقوم فى حين يكون حماره فى المقدمة بالطرقة المعهودة .
ليس عيبا أن نساير الرياضة العالمية ولكن من الحكمة بمكان أن نجَنّب شبابنا وبناتنا الكثير من المزالق الناتجة عن الاقتصار على تعاطي الرياضة الاجنبية خاصة بشأن الفتيات فى سن معينة خصوصا أن رياضتنا التقليدية لا تتنافا مع الأعراف العامة لمجتمعنا فلا يوجد فيها اختلاط بين الذكور والإناث .
كما أن بعضها يناسب الرياضة المدرسية فمن واجب :
– وزارة التعليم
– ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الأسرة والشؤون الاجتماعية
– وزارة الثقافة
– الاتحادات النسائية
– الاتحادات الرياضية
– وسائل الإعلام
كل حسب موقعه أن تعمل على جعل هذه الرياضات في سياق التداول وأن تبادر إلى تطويرها مع غيرها من الرياضات الوطنية لكل مكونات شعبنا ومن ثم العمل على دعم إدخالها في المناهج بوصفها وسيلة فعالة لتنمية المشترك الثقافى الذى يوحد الشعب
ولذلك فمن المهم إنشاء اتحادية وطنية للرياضات التقليدية ترتقي بالشباب ذكورا وإناثا إلى واقع رياضي أفضل.
–