أرقب الوقت البطيء لعله يحمل بعضا مني إليك/ العالية إبراهيم أبتي
بينما أتحسس سكون الليل ولسعة برده الخفيف، وصفير رياح وخشخشة قادمة من بعيد يصلني ضجيجك بكل حب وأنت تطلق “الله”، معبرا عن جمال انعكس بداخلك…
شعور بالألفة أحسه معك… أندمج وأسعد وأصل لوصل الروابط المجهولة بداخلي.
حينها فقط تستحيل برودة المكان بعد التحافي بشوقك وسحر همسك وإيقاع ضحكاتك التي تزيد نبض القلب وسعادة الروح.
تمتزج معانيك وتفاصيلك النبيلة مع صدق يجعلني أغوص فيك أكثر وأصغي للحديث أكثر وأكثر دون انقطاع.
وأعجز عن الهدوء بحضرة التفكير فيكك…
تصور ..! كل شيء هنا باعث للسكينة إلا نفسي المتقلبة شوقا لكل جميلك.
أنتظر، أتأمل، أسكت… ثم لا أستطيع بعد كل ذلك لملمة نفسي التي تسابقني نحوك، ضبط خفقان القلب حين ذكرك وإيقاف كل ذلك الضجيج فى عقلي..
أبحث عن أجوبة وكلما وجدت جوابا أثار فضولي سؤال ثم لا أتوقف.
عليَّ الاعتراف بثورة مشتعلة منذ قابلتك…هل أصمت أم أواصل حديثا تسمعه بقلبك وأنت تبتسم ابتسامة تغريني للغوص فيك أكثر.
ماذا وقع كي ترغمني على الشوق…كي أوصل قربك داخلي بمسافات تفصل بيننا…؟
هل أبحث عنك فى عيونهم وأجدني رغم كل شيء أبتسم لأني أحسك لم تغادر؟
هل أنت جني تلبسني، أم كائن قادم من عالم لا يعرف الهدوء…؟
أبَعد كل هذا أعاتب نفسي اللوامة فيك أم أتركها للأيام علني أعرف متي ألتقيك.
يمر الوقت ويسكنني في كل مرة نفس الألم الذي لا يمكنني تحديد مكانه، أرقب الوقت البطيء لعله يحمل بعضا مني إليك وأقول هل ستحضر…
أكرر نفسي كل يوم وأختم الساعات بشيء من الحنين للهفة لقائي ذاك، يوم.. يوم كنت بعيدة عنك.
لم أكن أتصور أن عيوني التي كانت تتأملك ستنكسر وسأغالبها بكبرياء لا يبدأ حتي ينتهي، أو أهرب حتي أشغل وقتي بفراغ لا يجعلني أجلس بانتظارك.
تعب السهر والحرمان والبعد بقربك يعلمني أن أقسو وأتخلص.. يعلمني أن التنازل عدوي.
لماذا كل هذا وكأنك تتعمد هجر مكان عرفته منذ سنين، ولكنك لم تمتلك شجاعة غلق الباب ولو لحين؟!
أبدي مبسمي لكل مار من هنا لعلني أتعلم تصنع الكبرياء وقد كان.. أبدي كل شيء إلا تعبي منك، وأحاول تذكر تفاصيل خلت وأدور حتي تسقطني، لكأني أتدحرج علي حبل متهالك.
تمر الأيام ويتبدل كل شيء، وتبقي عالما من التناقضات بداخلي.