قد لا أشغل حيزا من وقتك الآن ومع ذلك لا يمكنني إلا ممارسة عادة “انتظارك”/ العالية إبراهيم أبتي
لا تعرف أن قلبي انكسر منذ آخر رسالة بيننا، منذ أن تخليت عن إدمان احتياجك، فكيف وأنا داخل عالم موحش بدونك؟…
لم أتصور يوما أن يحجبك الزمن عني وتتحول لذكري تجعلني أختبر كتم الأنين.
تلمست الهاتف، فلم يكن يعني ليَ الكثير فقد كان آخر اهتماماتي، لكني مجبرة علي بناء علاقة خاصة معه لأنه يربطني بك،رغم بعد المسافة.. هي بعيدة فعلا، لكن هناك قرب من نوع آخر.
لا أعرف حقا هل أبعث لك تنهيدتي هنا أم دمعتي أم قلقي… أم أتركك تحسّني كعادتك؟
تحاملت كي أرسل لك تنهيدة ترجمتها ب “كيف حالي”…لأنه لا يمكنني وصف حالي بعيدة عن كل شيء، أنتظر أياما كي أجرب التعايش مع أسوء شعور وهو “الانتظار”..
أحتاج أن تعانقني كلماتك، وأن تجتاح روحي…أحتاج لحجر بداخل عينيك ثم أستسلم….
تبا… لماذا كل هذا؟ لماذا لا يمكنني التعايش مع هذا الوضع؟ لماذا يجب علي الاستسلام لكل هذه الأسئلة…علي أن أبحث عنك علي الفور…
وأخيرا جاء ردك، لوهلة ارتسمت علي وجهي ابتسامة وأحسست بانحسار أنفاسي… هو إحساس لا أريده أن ينجلي، إحساس يجعلني أذهب إليك حيث أنت.
نعم أنا أنانية هذه الأيام، ولن أكون ضمن أولوياتك أحري أن أشغل بعض وقتك ومع ذلك لا يمكنني إلا ممارسة عادة “انتظارك”..
تنحسر كلماتي حتي ألقاك وحين ألقاك أتحول من “الحجر” إلي “الفضاء”…
سأحكي حبي الأول، الذي استحال فيك وأسمح لنفسي باستعادة ذكراه معك…
ذاك الشاب الذي التقيته ذات مراسلة، وكأني أستعيد تاريخي معه معك…
أن أجلس حضرة الحنين كي تحس حكايتي القديمة…أين كنت إذن؟
آه…تذكرت، آخر وعد منك، آخر ماحذرتك منه “لا تقدم وعدا وأنت سعيد ولا تقرر وأنت غاضب”…لن أكون بعدها ملزمة بأي شيء، هي روح أحبها فاتركني معها.
فكرت في كل شيء حينها وبدأت أحاول تذكر قصاصات الورق التي كنت تكتب عليها اسمي وتلعب بالكلمات، أذكر مختاراتك حينها ونغما لا نكاد نكمله حتي نعيده، وأستحضر ردّات تؤنسنا “اطلبت امسيْله راجيها تعجل…”.
ولكن الأهم هو استحالة الوعود بعدها والاستمرار، علينا أن نختار أن نكون معا ونتحدي الجميع أم نفترق ونُبقي لنفسينا مجالا جميلا نتذكره وحدنا، كان التحدي أكبر منا ، وكان ردك قاسيا حين أخبرتك به.
دعني أرجع لغرفتي…فقد تداعتني الذكريات وجعلتني أعيشها بقسوة أكثر من الإحساس بالحجر القسري الذي لطفا لم يسموه “سجنا”…