تاريخ الرؤساء… محمد ولد الشيخ الغزواني /أحمدفال امحمد آبه
اللائذ بالصمت ..
هو محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، عاشر سلاطين موريتانيا الحديثة **، وهو سلطان العصر.
ولد ليومين خليا من شهر ديسمبر عام 1956م ، ينتمي لأسرة صوفية مشهورة..
سمع من أبيه وجده، وليس له في “المسند” حديث.. ولم تعرف عنه رحلة لطلب العلم..
حدث عن محمد ولد عبد العزيز ومعاوية ولد سيد أحمد الطايع واعل ولد محمد فال.. وحدث عنه، من المتقدمين، الخليل ولد الطيب وبيجل ولد هميد، ويحيى ولد الوقف ومحمد محمود ولد امات.. وخلق كثير سواهم.. ومن المعاصرين محمد جميل منصور، و عمر الفتح، ومحمد غلام ولد الحاج الشيخ… مع أن أحاديث أهل تلك البلاد عن السلاطين، لا يعتد بها، ولا يؤخذ بها عند مشايخ المحدثين..
التحق بديوان الجند وهو شاب، على غير عادة أهله، ولم يزل يترقى في المناصب حتى أصبح قائدا للجيش في عهد السلطان محمد ولد عبد العزيز..
صحب محمد ولد عبدالعزيز أكثر من 40 عاما، وتصافيا الود، وكان عيبة نصح له؛ اشتركا في خلع السلطان سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله، وقبله السلطان معاوية ولد سيدأحمد الطايع…
جاء في كتاب “وصف الملوك والسلاطين”: “محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، سلطان موريتانيا.. حسن السمت، طويل الصمت.. أبيض مشربا بحمرة، ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردد ، يجلّه الرائي، لوقاره لا لهيبته..”.. قلت : وله أخبار يتداولها العامة، و قد أعرضنا عن ذكرها مخافة التطويل، ولأنها لا تثبت..
تولى الحكم في غرة أغسطس عام 2019، خلفا لصديقه محمد ولد عبدالعزيز وبتوصية منه، على أصح الأقوال.. وكان يوم تسلمه العرش يوما مشهودا، حضره أعيان المدينة وجمع من أهلها، وسلاطين بعض الممالك الإفريقية..
سار في أول أمره على نهج سلفه ولد عبدالعزيز، كما تعهد بذلك مرارا، وأعاد تولية بعض من رجال معاوية ولد سيد أحمد الطايع، واستعان برجال ولد عبد العزيز في أكثر من خطة .. مما ولّد تذمرا لدى العامة، التي كانت تؤمل أن يكون أفضل من ولد عبدالعزيز…
بقي، بعد توليه العرش، أكثر من أسبوع لم يحدث شيئا، ولم يسم وزيرا ولا أتابكا ، حتى ظن الناس به الخور، ونسجت أساطير ونكت عن علاقته بولد عبدالعزيز، الذي كان غادر البلاد غداة تنصيب صديقه، واستقر أياما في بلاد الترك، قبل أن يتركها إلى بلاد الغال..
وخاض الناس في هذا الأمر، حتى قال بعضهم إن الغزواني لا يحسن التصرف دون ولد عبد العزيز.. وقال آخرون إنه ينتظر حتى “يدخل عزيز ريزو”،، في حملة تهكم واسعة..
وبعد أكثر من 10 أيام على تنصيبه، استوزر الغزواني إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، وأمره بتسمية أصحاب الدواوين وأهل الرتب في الدولة….
وقد أبقى ولد الشيخ سيديا على كثير من عمال الدواوين في عهد ولد عبد العزيز، وأعاد تولية آخرين نسيهم الناس لطول عهدهم بالعمل ، حيث كانوا من وزراء السلطان الأسبق معاوية ولد الطايع.. وكانت تلك بداية غير موفقة، لعهد الغزواني….
يتواصل ….
** .. رسميا، يجب أن يكون هو الحادي عشر في ترتيب السلاطين ، لأن السلطان التاسع، هو با ممادو امباري، رحمه الله، الذي تولى العرش من 15 إبريل إلى 5 أغسطس عام 2009.. إلا أن المؤرخين لا يذكرونه،، كما أن أحمدو ولد الوديعة لا يذكره، ولا يزعجه تجاهله..🤣..