هجرة المرويات/ باتة بنت البراء
ظاهرة المثاقفة في بلادنا كانت تتم عن طريق سفر الشخصيات العلمية إلى مناطق أخرى من الوطن طلبا للعلم في المحاظر أو نشرا له، أو هجرتهم إلى الخارج، وكذلك عن طريق التجار والمنمين.
وأسهم ظهور المدرسة النظامية في توطين الكثير من المرويات في الأماكن التي يحول إليها المدرسون.
روى لي المحامي أحمد ولد محمد عبد الله ولد الحسن (احميد ) أن الوالد البراء بن الأمين أيام حول مدرسا إلى مدينة تجگجه في أخريات الخمسينات من القرن الماضي، طلب منه أصدقاؤه هناك أن يعرفهم على (مقول أهل الگبله) فكتب بخطه المتميز دفترا من شعرهم فصيحا وشعبيا، حوى العديد من النصوص لشعراء مختلفين، ومنها الأبيات التي تغنت بها الراحلة ديمي فأحسنت وأطربت.
والأبيات قالها محمذن ولد الداهي ممازحا صديقه وقرينه سيدي ولد امين ؛ عندما افترس الذئب ابنة عنز محمذن المسماة “الدخنه”، فأراد منه أن يسترضيه بافتراس إحدى مفطومات غنم سيدي ولد امين الملقب: ” هيدي”؛ وهو والد الإطار المالي المعروف ومفتش الدولة السابق محمد المختار بن هيدي، وكذلك أستاذ الرياضيات المرموق محمد ولد الطلبه(اطليل)، فقال محمذن:
أكَـلْـتَ يَــا ذِئْــبُ بِـنْــتَ الدَّخْـنَـه مَـفْطُـومَـا *
لَـــمْ تَــــدْر يَــا ذِئْـــبُ أنِّـي ذَانَ نِـتْـمَــوْمَـــا؟ *
صِــرْتَــكْ يَـدِنِّـي بِـإذْنِ اللَّـهِ عَـــنْ عَـــجَـــــلٍ *
نَـطْــرَحْ لَكْ شَرْكَه عَلَى الذِّئَـابِ مَشْؤُومَـا *
مَـعْـرُوفَه شَـرْكِـتْ أَهِـلْ بَـيِّـيـنِ إِنْ طُرِحَتْ *
تَـنْـفِـي الـذِّئَـابَ بِيهَا اللِّي شَـرْكَه مَعْلُـومَا *
أگْـبَـظْ لِي مَفْطُومَه مِنْ آگِزِّي سِيدِي غَدًا*
نِصْطَحْبُو ذِي النَّوْبَه وِاتْوَاسِيلِي مَكْرُومَا *