آراءمواضيعموضوعات رئيسية
اكتتاب الدولة و اكتئاب الشباب/ اقريني امينوه
لاتتذكر الدولة تنظيم مسابقات الاكتتاب؛ الا فى فصل الخريف الجهنمي فى العاصمة نواكشوط؛ هل لاحظتم تشابه بين نطق كلمة اكتتاب واكتئاب؟، لنحفر هنا اذن .
خاض عشرات الالاف من الشباب الموريتاني(75 الف على أقل تقدير )غمار الحلم بالمشاركة فى اكبر مسابقة فى تاريخ البلد؛ )هذه جملة تبدو وكأنها قد حررت فى وزارة التشغيل.
تجربة إعداد ملف ترشح لهذه المسابقة عمل شاق لايُضاهيه فى المشقة الا رمضاء البطالة، فحين تدخل فى عملية اعداد الملف، سيقودك درب الآلام لتصديق شهادات واستخراج أوراق ثبوتية وهنا ستكتشف العلاقة العجيبة بين الاكتتاب والاكتئاب.
مسؤول تصديق الشهادات فى جامعتك؛ يبدو أنه غير مشتاق لأيامك معهم، سيداوم فى ذلك اليوم فى وقت متأخر كالعادة، وسيقسم بأغلظ الايمان أنه لن يوقع ورقة قبل أن يشرب شاي، والكارثة أن مُعد الشاي والمعنى المباشر باعتدال مزاج المسؤول ذهب فى مشوار قصير لنقطة ساخنة ؛من أجل تغيير شاشة الهاتف وتنزيل أغنية جديدة للرائعة ” أومو سنغارا”.
يتطلب الامر الكثير من الحظ والقليل من الصبر، فجرعة ازعاجك تتناسب طرديا مع عدد الشهادات المصدقة ، وانطلاقا من هذه القاعدة ترتفع نسب الازعاج فى دماء المترشحين لمراكز تتطلب الكثير من التصديقات كأحبابنا مشاريع القضاة المتحمسين لإشاعة العدالة .
مرحلة الاحماء تنتهي بعد اكتمال الملف، لتدخل مباشرة فى طابور أبدي، قد يمتد لأيام،” لتُخص برؤية وجه زال عن كل من رآه الشقاء” وهو وجه الموظفة التى ستتسلم من عندك أوراق ترشحك، وبتفحص عيني صقر ستخبرك تلقائيا أنه ناقص، ولن تجد الوقت للنقاش معها لأن كائنا غريبا يقف وراءك قد امتلا بكل اسباب العنف سيرميك جانبا .