وفاء للتي أنارت العقول/ شيخنا محمد سلطان
نحن جيل تدرج في وسائل إنارته من عود اللوح الذي حفظنا على ضوئه القرآن الكريم ومتون الفقه وآداب علوم اللغة العربية ولما هجرنا البادية إلى المدينة استقبلتنا بشموخ وعزة ووفادة لمبة بطرن كانت على ازعاج دخانها تحترق لتنير لنا معاليم طريق رحلة التحصيل.
نحن جيل وجبة الصباح الواحدة نتناول قطعة خبز وكوب لبن اكويرات تاركين مساحة كبيرة لأكواب من العلم وقطع من الشعر لا تزاحمها تخمة معدة.نحن جيل كان يملأ فراغه بلعب كرة القدم وركوب الحمير والقفز من قمم الجبال على الكثبان الواقعة في سفوح الجبال
نحن جيل لم يعرف الحصص المسائية المعوضة ولا التطوعية كنا نؤدي واجباتنا المدرسية بالاعتماد على أنفسنا ليجد مدرسونا فرصة موضوعية لتقييمنا ومعرفة مكامنا الخلل في فهمنا.نحن جيل لم يعرف التاكسي ولا الباص كنا نقطع يوميا عدة كلومترات صعودا مع الجبال وهبوطا مع الاودية لنصل إلى مدارسنا دون كلل أوملل.
نحن جيل كان يخشى مدرسه خشيته من أبيه نختبئ وراء الحيطان حتى لا نعترض طريق المدرس نخدم المعلم في منزله وذاك شرف لا يناله إلا المتفوقون منا وياله من شرف .
ومع قساوة الظروف وشظف الحياة كنا نحصد المعدلات الكبيرة والمعيدون منا يعدون على أصابع اليد.فجزى الله عنا خيرا والدينا ومعلمينا ومديرينا وخباز امبور الحطب وستبقى اللمبة وشقيقها عود اللوح رمزنان لمجدنا وتحصيلنا العلميين.شيخنا محمد سلطان.