في الرد عن المتصوفة: اسألوا أهل الذكر/ محمد عبد الرحمن عبدي
….. أما إنكارهم عليهم أن يكون هناك ظاهر وباطن. فالقرآن يدعو إلى تجنب الإثم ظاهرا وباطنا (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) فاللاثم ظاهر وباطن إذن، وللقرآن ظاهر وباطن(الإعلام في أن التصوف من شريعة الإسلام العلامة عبد الله بن الصديق الغماري ص11 فعن الحسن البصري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع” رواه الفريابي بإسناد صحيح، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن الحسن أيضا بإسناد حسن، وروى أبو يعلى والبزار وابن حبان والطبراني في الأوسط وابن عساكر في تاريخ دمشق عن عبد الله بن مسعود قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم”أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع” رجال الحديث ثقات قاله الهيثمي(خرجه ابن جرير فى تفسيره (1/9 – ط الكتبى) ، وابن حبان (1/276، رقم 75) ، والطبرانى (10/105، رقم 10107) . وأخرجه أيضا: الطبرانى فى الأوسط (1/236، رقم 773) ، وأبو يعلى (9/278، رقم 5403) ، والبزار، (5/441، رقم 2081) .
قال الهيثمى (7/152) : رواه البزار، وأبو يعلى، والطبرانى فى الأوسط، وابن عساكر في تاريخه30/235/ قال الهيثمي رجال أحمدهما ثقات.) . وفي الحديث “العلم علمان علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن آدم”أخرجه ابن أبى شيبة(أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه(7/82 ، رقم 34361) والحكيم في النوادر2/303 وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد(4/346) والعلل المتناهية(1/82 ، رقم 88، و (1/83 ، رقم 89) والمنذري(1/58)، المناوي(4/391)) والحكيم في النوادر عن الحسن مرسلا. والخطيب عن الحسن عن جابر. قال المنذرى: رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناد حسن، ورواه ابن عبد البر النمرى فى كتاب العلم عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح. وقال المناوى:قال الحافظ العراقى : سنده جيد وإعلال ابن الجوزى له وهم . وقال السمهودى: إسناده حسن. وأما خلواتهم وانقطاعهم لله تعالى فمنه ما هو داخل في الاعتكاف، ومنه ما يقتدون بتحنث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بما في الصحيحين(صحيح البخاري مرجع سابق6/173/رقم5349 وصحيح مسلم1/139/ رقم الحديث160) وغيرهما من متون الحديث كمسانيد أبي داود الطيالسي وعبد الرزاق وإسحاق والإمام أحمد وأخبار مكة للأزرقي والفاكهي ومستخرج أبي عوانة والشريعة للآجري والإيمان لابن مندة والحاكم في مستدركه والبهيقي في سننه الكبرى وفي الأسماء والصفات والأوائل لابن أبي عاصم والطبراني عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه – قال: والتحنث: التعبد – الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك”.ولذلك اقتدوا به صلى الله عليه وسلم في خلواتهم وعزلتهم وانقطاعهم في عبادته لله جل وعلى. واقتداؤهم بمشائخهم العارفين بالله تعالى إنما يستنون بسنته صلى الله عليه وسلم مع أهل الاحتراف والعلية من أصحابه وأهل الانقطاع حال أهل الصفة. ويتحابون بروح الله كما في الأحاديث الصحيحة فيحبون في الله ويبغضون فيه وهي علامة وأمارة أولياء الله تعالى كما في الحديث الذي أخرج أحمد في المسند وغيره:”لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاء من الله وإن أوليائى من عبادى وأحبائى من خلقى الذين يذكرون بذكرى وأذكر بذكرهم” أخرجه أحمد عن عمرو بن الجموح (أحمد في المسند 3/430 ، رقم 15588) والطبراني في الأوسط(1/203 ، رقم 651) قال الهيثمى (1/58) )ونحوه أخرجه الطبرانى فى الأوسط، وله أطراف أخرى منها: “لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله.
قال مالك رحمه الله تعالى كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض : “كلما أجد في قلبي قسوة آتي محمد بن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأتعظ أياماً بنفسي”. وأما الإنكار عليهم عنايتهم ولهجهم باسم الله تعالى المفرد فقد زعم ابن تيمية وأتباعه الوهابية أنها من البدع الشنيعة لعدم اشتمال ذلك على جملة مفيدة مثل لا إله إلا الله والحمد لله والله أكبر إلى غير ذلك. ويرد على ابن تيمية ووهابيته قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) وقوله تعالى:(واذكر ربك كثيرًا) ، وقوله تعالى:(واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) ، وقوله تعالى:(واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدًا) ،وقوله تعالى:(واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) وقوله جل من قائل:(واذكر اسم ربك بكرةً وأصيلًا) وقوله جل من قائل: (سبح اسم ربك الأعلى) .
قال العلامة المحدث عبد الله الغماري : تولى الوالد العلامة محمد بن الصديق الغماري الرد على هذا الاعتراض فقال عنه إنه مردود من وجوه أولها: ما ورد في صحيح مسلم من قوله عليه الصلاة والسلام: “لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله. الله” وفي رواية له “حتى لا تقوم الساعة على أحد يقول الله. الله ” وهو حديث شاهد لذكره وتكراره، وقد رد على من أنكره جماعة من العلماء المحققين منهم عبد القادر الفاسي والعارف الشعراني وابن عبد السلام بناني وجماعة يطول ذكرهم، ثانيها: أنه لا يسلم أن الذكر لا يكون إلا جملة فقد قال تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) بناء على أن المراد بالدعاء الذكر والتسمية، ثالثها: إذا سلم أن الذكر لا يكون إلا جملة فقول الذاكر الله. الله جملة تقديرا، إذ معناه يا الله، أو الله العظيم، أو الله أكبر، أو نحو ذلك. وحذف النداء مع المندوب والمضمر جائز اتفاقا في اللسان العربي كما في ألفية ابن مالك. رابعها: ما ورد في بعض الأحاديث أن العبد إذا قال الله يشهد له كل من يسمعه ذكره ذكره ابن زكرى والعهدة عليه. خامسها: تواطؤ السادة الصوفية على ذكره والاستهتار والولوع به سلفهم وخلفهم وهم من الصديقين. وقد قالوا إذا اختلفت أقاويل العلماء فعليك بما قاله الصديقون منهم لمزيد نورهم وكمال عرفانهم وقربهم من الله ورسوله. ولأنهم أهل الذكر قال تعالى:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)