دموع “التراكم”/ محمد ولد إدومو
حسنا سيدتي الجميلة هل تعرفين شيئا اسمه “التراكم”؟!
تتجمع الدموع دمعة دمعة داخل المُقَلِ لأسبابٍ مختلفة، فتقاوم العيونُ انهمارها كل ما هبت رغبةُ البكاء أو توافرت شروطه…… ثم تفيض الدموع بشكل مفاجئ من كلمة صغيرة أو حتى فكرة بسيطة تدور في الذاكرة!تلك الكلمة أو الفكرة العابرة ليست هي التي أبكت… التراكم هو الذي أحْزَنَ وأبْكى!يقاومُ كائن بشري غضبه، يستقبل الصفعاتِ المتوالية، سابحاً بين الضحك واللامبالاة، صافحاً، متجاوزا، دافعاً بالتي هي أحسن…..ثم ودون سابق إنذار يفاجِئنا بثورة غضبٍ عارم تحرق الأخضر واليابس…
بسبب تصرف يبدو تافها للوهلة الأولى…هنا لا تظلموا الرجل الصَّبورَ. ولا تلقوا باللائمة على ذَيَّاكَ التصرف التافه…. المذنبُ الأول هو التراكم. تتواصل الضغوط المائيةُ على سدٍّ منيع، يتصدى لها بشجاعة، ثم وبعد ألف سنة ربما أكثر ينهار السد دفعةً واحدة.. ليست معاول الماء هي السبب…. بل التراكم يا سيدتي الجميلة.سهمُ جساس ليس هو الذي قتل كليباً؛ و “شيارة” الداي حسين لم تكن السبب في احتلال الجزائر؛ واغتيال أرشيدوق النمسا الأنيق لم يكن السبب في قيام الحرب العالمية الأولى…… مطلقاً، إنه التراكم ولا أحد سواه!فطوبى للذين يكفرون بقانون التراكم؛ الذين يعطون لكل فعل ردة فعله كاملة في وقتها…. رافضين أن يتركوا للتراكم مساحة في حياتهم!إنهم محظوظون حقا!