أيهما أهل السنة والجماعة..؟ المتصوفة والأشاعرة، أم الوهابية؟/ محمد عبد الرحمن عبدي
… والمتصوفة لم يكونوا وحدهم من فوقت الوهابية إليهم سهامها، كفرت الأشاعرة والماتريدية والفقهاء ومقلدة المذاهب الفقهية، وعلماء أصول الدين، وعامة الشيعة، الجعفرية والزيدية رغم اعترافها بأن مذهبها، ومن انتسب إليها لا يمثل من أهل السنة والجماعة ولا من المسلمين شيئا يذكر .!..
يمثل المتصوفة والأشاعرة والمتمذهبة اليوم نشبة95% أو أكثر من مسلمي أهل السنة والجماعة وقبل ثلاثة قرون لم يكن للوهابية وجود، ودارسوا الوهابية لعلوم الشريعة الإسلامية لا يرجعون إلا إلى علماء الأمة من المتصوفة والأشاعرة والماتريدية حدثني العلامة الشريف الشيخ محمد الأمين”ميمين” صاحب مدارس ابن عامر، رحمه الله تعالى: أن أحد علماء الموريتانين الشناقطة سخر من الوهابية لما رآهم يمعنون في تكفير الصوفية والأشاعرة، فقال لكبيرهم لم لم تحرموا وتصادروا كتب الأشاعرة والمتصوفة من مكتباتكم، قال له، اكتب لي لائحة كتب الأشاعرة والمتصوفة لنصادرها ونمنع انتشارها، ذهب الموريتاني وكتب اللائحة، فلما نظرها الوهابي، قال له هذه دواوين الإسلام كلها.
إذن لا يجد الوهابي مرجعا ولا سندا متصلا في فنون الشريعة؛ في أصول الدين والقرآن وتفاسيره وعلومه والفقه وأصوله والقواعد والحديث وتفسيره ومصطلحه وعلوم اللغة العربية والصرف والبيان، لا يمر بعلماء من السنة المتصوفة والأشاعرة والماتريدية، إلا قلة قليلة من الحشوية من مجسمة الحنابلة بقيت منبوذة على امتداد تاريخ الإسلام كما يقول الكوثري والتاج السبكي رحمهما الله تعالى. إن علماء الإسلام من المتصوفة والأشاعرة هم العلماء حقا الذين خاضوا من الشريعة لججها، واقتحموا ثبجها، وعالجوا غمارها، وركبوا تيارها، العلماء الأعلام، المتضلعون من دراية الأحكام، المقيمون لقسطاسها، المسرجون لنبراسها، الناقبون على أساسها، الذين لديهم محكم عسجدها ونحاسها، أهل الجد والاجتهاد ومن أحاط بالمدارك أدلاء الأمة إذا ادلهم ليل المعضلات، المحكمين لهذا الدين، أخذا من الكتاب والسنة، لقد تركوا لنا- رحمهم الله تعالى وجزاهم خير جزاء- تراثا وثروة هائلة لا مثيل لها في تاريخ البشرية جمعاء، في هذه العلوم المتولدة من صحيح النقل والعقل من صحيح تطبيق نصوص الكتاب والسنة ومقتضياتهما ولوازمهما برخصهما وعزائمهما ومقاصدهما عبر الأزمنة والأمكنة والأحوال والمصالح والضرورات لمسيرة أربعمائة وألف عام من التحقيق والتدقيق والتنقيح والتهذيب والتصحيح والتثبت والغربلة والتجارب والعمل عبر قوانين صناعة الفقه في علوم الشريعة وعلم الأصول لجهابذة الأمة الصديقين لأفضل أمة أخرجت للناس. صناعة علوم ما رفع لها ابن عبد الوهاب رأسا لا هو ولا أهل مذهبه، أول من أدخلها إلى مدارسهم ومعارفهم العلامة الشنقيطي محمد الأمين الملقب آب بن أخطور الجكني رحمه الله تعالى حيث حاول أن يخرجهم من ظلمات تخبطهم ويقيمهم من تيه اللامذهبية العمياء. ورغم ذلك لا تعتقد الوهابية ولا ترى أنه ينتمي للإسلام إلا طائفتهم التي لا تمثل في المسلمين شيئا كما بينا. ودعواهم السلفية كدعواهم أنهم المنتسبون وحدهم للسنة، كل ذلك من محض الكذب فهي دعوى مفضوحة، فالسلف مرحلة زمنية مباركة تطلق على عصر النبي صلى الله عليه وآله وصحابته وسلم، والصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين من القرون الإسلامية الثلاثة المزكاة، فهل هم يا ترى من الصحابة؟!!! أومن التابعين كأويس القرني!!!! أوهم من تابعيهم من القرن الذي يلي ذلك؟ كذبوا. فهم أكثر من ذلك ليسوا من أهل السنة والجماعة فأحرى أن يكونوا من السلف الصالح؛ لأنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة لا اعتقادا، ولا فقها، ولا سلوكا تصوفا، خالفوا أهل السنة والجماعة في التكفير تكفير المسلمين، تكفير المتصوفة، والأشاعرة والماتريدية وخالفوا في فهم النصوص ونبذ المذاهب الأربعة واعتبار التقليد بدعا وضلالا، وتقسيم التوحيد، وعقيدة التشبيه، وفي اعتقادهم أن مذهبهم هو الحق وما سواه هو الباطل.