“سنابل” شوق و حنين…/ محمد فال ولد بلال
لا شيء يجعلني أكثر سعادة من أن أحفر بيدي حفرة رملية، وأشعل فيها نار حطب أمام خيمة من خيام “بچنگل” وسط حرث من “تغليت” في فصل الشتاء، والبرد في ذروته.
أدخل الحرث، و أكسر بضع “تيتْكلاّتَنْ” ممتلئة وكثيفة. ثم أعود إلى الحفرة وأنتزع الشهبان والجمر حتى لا يبقى فيها إلاّ التراب والرماد المشتعل (أرُكال). و أقوم بردم “التّيتكلاّتن” و تدويرها في الحفرة لمدّة الفاتحة والمعوذتين وتسبيح الصلاة.
ثم أخرجها و أهزها لنفض الغبار عنها. و”أحكّها” بحجارة مُسَطحة على مفرش جلد حتى تتساقط الحبوب.. هذا الطبق اسمه “منگُ”.. ولا بأس في وجود شظايا من “آدلگان” (الأخراب) مشوية في نفس الحفرة، لتعطي للوجبة نكهة خاصة وطعما شهيا.وحتى لا يعاتبني الأهل، فإنّي أقول و أؤكد على أن منگُ “ازبَل” أفضل جودة وألذّ طعم من منگُ الحطب. وأترك لشبابنا شرح ذلك. هههويكفي “منگُ” فخرا ما قاله بشأنه العلامة الفهامة آبّ ولد اخطور، رحمه الله.إن الجوع في زمن الشتاء شديد على الفتيان، بل عنده الحگُّوفلمّا أتينا الحيّ قالت نساؤهم * علينا بهذا اليوم قد عسُر الدَّگُّوفقام فتًى في الحيّ يكسر سنبلا * ليشوِيّه في الرّگِّ، بل ليَّن الرَّگُّوفلمّا شواهُ حكّه بمحارة * على طبق بقدر ما يلمع البرگُوفجَلوَجَهُ حتّى صفا ودعا لنا * فقال ببسم الله، هذا اسمُهُ منگُو- شهية طيبة –