من أجل ذات “الشفة الحمراء” نَحُكُّ النار/ الشيخ بكاي
كان الوقت أحد أَصْباحِ تگانت الجميلة، وكنت مع “عزيب” إبل بالقرب من “زيرة امصيگيله” في “إزياگ” الواقعة إلى الشرق من “عوينات أرجي” ( يوم 27 مارس 2015) ..
كنا ثلاثة فقط: راعي الأبل، وصديق لي يظهر بعضه في الصورة وأنا…
كنت وقتها مُسْتَهَاما بالسيدة الشقراء الظاهرة صورتها أسفله.. ولا يطيب لي حال قبل أن… أجالسها وأطارحها الهوى، وينفذ “عطرها” إلى رئتي..
كان “عطرها” في ذلك الوقت أجمل العطور.. وكانت رقيقة حانية.. يتغير عطر “الشقراء” الجميلة فقط حينما يضعف عاشقها.. وهي بذلك لا تلام.. إنها مثل كثيرات…
كنت بعد الصلاة بحثت عن ولاعتي ولم أجدها..سألت الراعي هل عنده ثقاب؟ قال “لا”..
هون علي صديقي بأن قرية “العوينات” قريبة، وانه سيذهب لشراء ولاعة ويعود سريعا.. غير ان ” الشقراء” أصرت على أن تصطلي النار في الحال. وعليَّ أن أتفهمها، ففي شهر مارس بقية برد يضرب به البدو المثل: “أرخس من ابريد مارس”
..قلت لصديقي تحت ضغط شديد من “السيدة” ذات “الشفة الحمراء” و النكهة اللذيذة:
“أعتقد أنه عليك أن تَحُكَّ النار”.. ولم أكن جادا في الواقع..
ذهب.. وبعد قليل عاد بعود كبير يابس من “تورجه”، وعود أخضر من “أتيل”، براه بموس حاد، وبدأ العملية..عملية “حك النار”..
تصاعد الدخان، ومعه ازداد شوقي إلىها..أخرجت سجارة وضعتها على مكان الاشتعال..
دخنت، وشربنا الشاي.. ولم نعد نهتم، فبأدينا أن نضرم النار وقتما نشاء..
إنها لحظة جميلة من لحظات العمر.. وهذه تعد بسعادة المرء فقط..
مر عامان و6 أشهر على القطيعة بيني و ذات “الشفة الحمراء”،وما تزال حاضرة بقوة...