آه لو أني توقفت وآه لو أنك ابتعدت / العالية ابراهيم أبتي
فى لحظة انفعال شديدة وجدتني أمامك…كنت مشتتا، محتارا ولكنك لم تفهم أنه عليك الصمت أو العناق طويلا و بعدها تحدث إن شئت.
بدأت الحديث، بدأت “مغازلتي”…وجدتني أصغي إليك بحذر فمثلك لم يعهد مجالسة النساء إلا بحذر، امتزج حذرك بفضول كاد يقتلك حين أوشكت لولا الخوف أن أكشفك…
تصمت وتندهش وتخفي تعجبك من كل ماقلته وكأني أعرفك من سنين، بل كأني عاشرتك رغم أني لم أعرف بعد مااسمك…تلبسني جني يحدثني عنك ويستغرقني ويسرق منك ذاك الهدوء المثالي مع أي أنثي تقابلها… ولكن بركانا تشكل بداخلك، ولم تستطع صده ولا قبل لك بسلطانه…فقط عليك الاستسلام بحضرتي.
يمضي الوقت ويتسارع، وتفقد السيطرة على نفسك وحديثك بل حتي نظراتك وفمك المفتوح وأنت تحدق بي وكأنك لأول مرة تشم عطر أنفاس امرأة تحدثك عن نفسك.
آه لو أني توقفت، وآه لو أنك ابتعدت…لما عانيت من أسف نفسك على تضييع اللقاء وجلاله…تلوم اللحظات وتدمن السهر لعل طيفي يزورك أو ذاك الجني الذي مازال يسيطر عليك.
سأرحل بصمت عنك هذه المرة، ليس لأني أخافك، بل لأني أخاف أن أراك مكسورا أمامي…أحرص على صورتك بداخلي دون تصنيف، باسمة مندهشة كلحظة اقترابك مني.