رمضانيات : الايثار و صلاة التراويح ../ النجاح بنت محمذن فال
ليس رمضان مجرد شهر عادي بل انه فسحة يتوق فيها المسلم لذاته الدينية التي كان قد ابتعد عنها احيانا لهذا السبب او ذاك ، ومع انه يختص بفريضة الصيام فهو ايضا يقظة روحانية يمن الله فيها علي عباده المسلمين بمزيد من الصٌِلات به عن طريق التقرب إليه بشتي انواع العبادة ..
وإذا كانت فريضة الصوم عبادة فإن فضيلة الإثار من اعظم العبادات ، ولذلك خص ربنا عز وجل المؤثرين بالثناء في قوله ” ويؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصة ” . وليست الفضيلة التي هي خاصية الإنفاق العبادة الوحيدة المقترنة بالصوم بل إن ترويض النفس علي القرب من الخالق من ادبيات الصوم ..
وفي ذلك تدخل صلاة التراويح التي تجمع بين فضيلتين – تلاوة القرآن “الذين يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ” -نافلة الصلاة التي نص عليها الحديث القدسي “…. ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي احبه “ومن هنا فإن فضيلتي الإيثار والتراويح الرمضانيتين يعيقهما قصور حكومي وشعبي كبير فعلي المستوي الرسمي علي الاوساط الحكومية ان تعمل علي متابعة ماهو متعلق بتخفيض الاسعار في هذا الموسم الرباني وعلي مستوي فضيلة التراويح لاتوجد مساحات مخصصة للنساء كماهو في المغرب مثلا حيث يتوارد النساء من كل الفئات العمرية علي المساجد لاداء التراويح..
اما علي المستوي الشعبي فإن ثقافة الإيثار منقرضة في اوساط الميسورين منا فلاتراهم في الغالب يقيمون حملات إنفاق سخية في الأحياء الفقيرة في انواكشوط، وآدواب ولگصور، وإنما عنوانهم الترف والبذخ في مواسم معينة خارج البلاد …او بعض ملامح الإنفاق المقتصرة علي عامل القرابة فقط، وبشكل محدود يتصل في الغالب بالتفاخر ..هذا أن وجد..فمتي يكون للدولة حضورها في مايتعلق بسياسة المسجد كمؤسسة دينة لايراها البعض مقتصرة في رمضان علي الرجال ؟ ومتي يكون لها حضور فيمايتعلق بقرارات تنصف السكان الاقل حظا في نواكشوط والداخل ؟ومتي يكون لدي رجال الأعمال الموريتانيين ثقافة إيثار ؟تقربهم من الخالق وتقنع الراي العام المثقل بغيابهم إذا ما استثنينا حملة كورونا ..