جولة في لوامع الدرر.. فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم/ عبد القادر ولد محمد
واعلم أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم في نفسه أنسه الله في رمسه ومن صلى عليه صلاة كاملة غفرت ذنوبه العاجلة والآجلة، ومن أكثر الصلاة عليه يكون ملك الموت أرفق به من والديه ومن أكثر الصلاة والسلام عليه رفع الله عنه الهموم والاسقام ومن صلى عليه سبع مرات صلّت عليه ملائكة سبع سموات ومن كتب الصلاة عليه في الطروس زفّ إلى الجنة كما تزفّ العروس ومن كتب الصلاة في مكتوبه غفر له جميع ذنوبه ومن كتب الصلاة عليه في مكتوب لم تزل الملائكة تكتب له الحسنات وتمحو عنه السيئات
ومن أكثر الصلاة عليه عند تبليغ العلم للناس أذهب الله عنه الباس وحفظه من الوسواس ومن أكثر الصلاة عليه ألبسه الله يوم القيامة حلّة خضراء ومن أكثر في ظلام الليل الصلاة عليه ضحك الله إليه ومن أكثر الصلاة عليه في قيامه وقعوده عصمه الله من إبليس وجنوده ومن أكثر الصلاة عليه في حياته أمر الله جميع المخلوقات أن يستغفروا له بعد مماته ومن أكثر الصلاة عليه والتسليم لقي الله بقلب سليم ومن اتخذ الصلاة عليه ديدنا بلغ القصد والمنا ومن صلى عليه في كل يوم من الايام ثبت الله قدمه يوم تزل الاقدام ومن أكثر الصلاة عليه وهو راحل قربت له المنازل ومن كرر الصلاة عليه وأكثر غرس الله له عشرين ألف شجرة على شاطئ الفرات والكوثر
ومن رفع صوته بالصلاة عليه غفر له ولوالديه ومن كانت له الصلاة عليه علاقة لم تصبه فاقة ومن صلى عليه عند دخول المقبرة أوجب الله لاهلها الرحمة والمغفرة وقد خلق الله ملكا مكرما لديه لرد السلام على من سلم عليه صلى الله عليه وسلم ومن صلى عليه على الدوام رد الله عليه روحه حتى يرد عليه بنفسه السلام
ومن صلى عليه عند دخول بيته وسع الله عليه رزقه وأنعم وما خرجت صلاة عبد عليه من فيه إلا مرّت بجميع المخلوقات فردت عليه وبركة الصلاة تدرك الرجل وولده وأولاده وأولاد أولاده وقد أوصى آدم ابنه شئث لا تدع ذكره الصلاة عليه ماحييت ومن لم يصل عليه من العباد لم ير وجهه يوم المعاد وجعل الله ملكا للعبد على شفتيه لايكتب ما يخرج من فيه إلا الصلاة عليه ومن رفع بالصلاة عليه الصوت هانت عليه سكرات الموت ومن أكثر ذكره بما هو أهله أظله الله يوم لا ظل الا ظله ومن أكثر ذكره بلغ قصده ومناه وأمن مما يخاف ويحذر من الزبانية وكان في حرز وأمان ومن أكثر نعته وأوصافه لم تصبه آفة ومن كتب الصلاة عليه ببنانه كان في ذمة الله وأمانه .و من كتب اسمه في مسطور توجه الله يوم القيامة بتاج من نور ، و ما ذكره احد من المخلوقات الا ذكرته ملائكة سبع سموات ، ومن أكثر الصلاة عليه في دار الدنيا رافقه في الجنة العليا ، و من أكثر الصلاة عليه و التسليم اقبل الله عليه بوجهه الكريم ، و من صلى عليه عشر مرات و سلم غفر له الله من الذنوب ما علم العبد منها و ما لم يعلم، و من أكثر الصلاة عليه من العباد قبله عليه السلام في،فمه يوم الميعاد، و الصلاة عليه نصرة للمظلوم على الظالم الغشوم و تذهب الوسواس و المردة و الابالس، و من صلى عليه عشر، استوجب الإمان من سخط الله في الحياة و الممات، و من أكثر عليه الصلاة مساءا و صباحا صلت عليه الملائكة غدوة و رواجا، و لله عز وجل ملائكة اقلامهم من الذهب النفيس يكتبون الصلاة عليه يوم الخميس، و من أكثر الصلاة عليه و السلام كان الله اقرب اليه من اللسان للكلام، و من أكثر صلاته عليه و سلامه شكره بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ، و من أكثر عليه الصلاة في سره وجهره امن من مكر الحاسد و غدره، و من أكثر الصلاة عليه قبل يوم القيامة أعطاه الله قبة في الجنة عرضها مسيرة ثلاثمائة عام محفوظة بارياح الكرامة ..
منقول من لوامع الدرر في هتك استار المختصر للعلامة محمد بن محمد سالم المجلسي رحمه الله تعالى – المجلد الأول – مقدمة المصنف – ص 46