الجزائر ترفع ورقة الغاز في وجه مدريد… وتتجه نحو إيطاليا/ محمد الجميلي
13 أبريل 2022، 01:39 صباحًا
رغم تنزيه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير حديث الجزائر عن دبلوماسية المقايضة و الصفقات، في معرض الحديث عن إمكانية انحياز الجزائر لموسكو في سياق الحرب في أوكرانيا، وتداعيات ذلك على الأمن الطاقي لأوربا.
يعتقد مراقبون “أن تذهب الجزائر إلى التصعيد بشكل كبير مع إسبانيا لحملها على التراجع عن موقفها الأخير من قضية الصحراء، حيث من المحتمل أن تحرك ورقة الغاز التي تعد من المفاتيح الجيو-استراتيجية في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا”.الاسبوع
ففي تصرح الرئيس المدير العام لـ”سوناطراك” توفيق حكار لوكالة الأنباء الجزائرية قال فيه”منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انفجرت أسعار الغاز والبترول. وقد قررت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبيا مع جميع زبائنها. غير أنه لا يٌستبعد إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
اختيار هذا الظرف لمراجعة الأسعار خطوة غير ودية لا يمكن فهمها إلا في سياق التقارب بين الرباط و مدريد، بهدف الضغط على الحكومة الإسبانية لحملها على التراجع عن موقفها الأخير من النزاع في الصحراء، الذي ضمنه رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو شانثيز في رسالة وجهها للعاهل المغربي في 14 من مارس، عبر فيها صراحة عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي كأساس أ”كثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”. موقف يعبر عن تغيير جذري من النزاع في الصحراء، والقطع مع المناولة التقليدية التي جرت عليها الحكومات لازيد من أربعة عقود للنزاع، وفق مقاربة “واقعية” ترى” حق تقرير المصير صعبًا للغاية”.
وعلى إثر هذا التحول “المفاجئ” في الموقف الإسباني أقدمت الجزائر على استدعاء سفيرها بمدريد في 19 مارس. وأعقبه” توقيف الجزائر جميع عمليات إعادة المهاجرين غير الشرعيين الوافدين على إسبانيا من سواحلها، ورفض توسيع الرحلات الجوية مع إسبانيا في مرحلة ما بعد الجائحة”هسبريس.
لم يغب عن صانع القرار الإسباني ارتدادات القرار الجديد، رغم رسالة التهدئة بشأن ارتفاع محتمل في أسعار الغاز من الجزائر التي عبر عنها وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، كشفت مصادر صحفية إسبانية عن تحمل الحكومة أعباء اي زيادة محتملة في سعر الغاز، مع التأكيد على استمرار التعاون مع الجزائر في مجالات أخرى اهمها الأمن.
وتعتبر دعوة العاهل المغربي لبيدرو سانشيز عقب المحادثة الهاتفية خطوة لتخفيف الضغوط على حكومة إئتلاف اليسار التي دافع رئيسها بقوة عن موقفه من مقترح الحل المغربي للنزاع في الصحراء التي تجد جذورها في مقاربة الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني للنزعات الانفصالية في إسبانيا، وتحظى بدعم بارونات الحزب و في مقدمتهم السيد ثباتيرو.
اختيار التطبيع مع شريك استراتيجي من حجم المغرب بعد عام من التوترات رغم الكلفة الاقتصادية و السياسية لهذه الخطوة يدلل على رجحان المصالح الإسبانية في هذا الإطار الجديد حيث عبر أكثر من مصدر مسؤول في الحكومة الاسبانية عن تفاؤله بمفاعيل هذا الاتفاق الاطار أمنيا واقتصاديا.
التوجه الجزائري نحو إيطاليا وزيادة حصتها من الغاز ينظر إليه بحساسية شديدة في إسبانيا، فهل ستخضع مدريد للضغوطات الطاقية؟.