الضفة المحتلة قادمة ومحور المقاومةلا يتفرج/ صفاء الجعبري
24 أبريل 2022، 03:08 صباحًا
عمل الصهاينة منذ عقود على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة بالكامل، وتعزيز الانقسام الفلسطيني بالتوازي مع استراتيجيتهم التي عملوا عليها مننذ ضم الضفة عام 67 لتدجين الضفة الغربية، وقتل الوعي والروح المقاومة واعتبار مدن الضفة جغرافيا هادئة،لا تزعج الاحتلال.
الصهاينة لم يعززوا حالة الهدوء، ولم يلتزموا حتى بعهود السلام التي قطعوها على أنفسهم ووقعوا عليها في اوسلو مع البعض الفلسطيني، بل داسو اتفاقها بأحذيتهم وحافظوا فقط على الشق المتعلق بالتنسيق الأمني الحقير بين أجهزة امن سلطة عباس والأجهزة الأمنية الصهيونية، وهو هدفهم المخفي من مسرحيات الاتفاقيات، من أجل أن يمنعوا أي نمو للمقاومة المسلحة داخل فلسطين 67، ومن ثم استكمال قضم الأراضي في مدن الضفة وخنقها بالمستوطنات، وتقطيع اوصال المدن الضفاوية، بحيث لا تصلح لاقامة دولة مع السيطرة الكاملة على القدس.
الشعب الفلسطيني أمام التوحش الصهيوني والتآمر من القريب والبعيد كان في ورطة لا يحسد عليها وكان من المفترض أن يعيش في الزمن الاسرائيلي الى الى الأبد خاصة مع انبطاح النظام الرسمي العربي للعدو الصهيوني الى حد الدياثة، إلى ان ظهر بصيص أمل ممن لم يتوقع أن يكون هو الداعم للمقاومة ولصمود شعبنا الفلسطيني، من ايران التي تحولت بعد ثورة الخميني الى معاد للصهيونية، والدولة الوليدة المعتنقة لعقيدة التحرر من الإمبريالية ومحاربة الغدة السرطانية اليهودية، ورغم أن ايران يحكمها في الاغلب رجال الدين الشيعة لكن دعمها غير المشروط للفصائل الفلسطينية (السُنية) ـ سواء كانت إسلامية أو يسارية ـوهذا يحسب للايرانيين، واليوم صار محور المقاومة وعلى رأسه ايران يسد فراغ تماهي الأنظمة العربية والاسلامية ومنها تركيا للاسف مع العدو الاسرائيلي، بعد أن تخلت مصر أيضا عن دورها في التصدي، وتحولت في احسن الاحوال الى صندوق بريد للاسرائيليين، بينما إيران اليوم بدون مبالغة هي القِبلة الوحيدة المُتاحة أمام الفصائل المقاومة سواء لدعم سياسي أو مادي أو عسكري.
وعلى الاسرائيلي أن يعرف مع اقتراب محطة (يوم القدس) من كل عام أن المقاومة الفلسطينية بالتعاون والتعاضد مع محور المقاومة بكل اطرافه لا يلعبون ولا يجلسون على مقاعد المتفرجين، وان العمل النوعي والتخطيط الاستراتيجي، متواصل في الليل والنهار ولسنوات، لتدفيع (إسرائيل) ثمن الاحتلال والغطرسة والاجرام تجاه الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وما المضادات ضد الطيران وتطور أساليب الاسود المنفردة الفلسطينية المسلحة الا أول اللعب، والمفاجئات التي ستتوالى، ليتكشف عن مشهد الكابوس الأكبر على الكيان المؤقت، ففي الضفة الغربية يجري العمل الدؤوب لنقل نموذج غزة من حيث القدرات العسكرية والخبرات القتالية، وهي مسألة وقت ليس بالبعيد ..