الخطاب العجائبي في السرد الموريتاني – الكرامات والمناقب .. / الشيخ معاذ سيدي عبد الله
قُدمت قبل شهر في مؤتمر أكاديمي..” … ومن أبرز من كتبوا عن الكرامة و بينوا حدودها العلامة محمد الخضر مايابى الذي ناقش العلاقة بين الكرامة والولاية، وعدم تلازمهما بالضرورة.يقول[1] : ” إنما لم تكن الكرامة علامة قاطعة على الولاية، لأن خرق العادة يظهر على يد الفاسق استدراجا، وعلى يد الساحر”.
ثم يقسم الكرامة وخرق العوائد إلى حسية ومعنوية.”فالحسية هي خرق الحس العادي، كالمشي على الماء، والطيران في الهواء، وطي الأرض، ونبع الماء، والاطلاع على المغيبات وغير ذلك من المغيبات.والمعنوية هي استقامته مع ربه في الظاهر والباطن، وكشف الحجاب عن قلبه حتى عرف مولاه، والظفر بنفسه ومخالفة هواه، وقوة يقينه وسكونه وطمأنينته بالله.والمعتبر عند المحققين هي المعنوية.و أما الحسية فإن صحبتها الاستقامة فهي كرامة شاهدة على صدق صاحبها مع الله تعالى وإن لم تصحبها استقامة فهي استدراج ومكر.قال بعضهم : خرق العادة كرامة المبتدع، والمبتدع هو المغرور في الدنيا و أشغالها إلى عنقه، ولو كثرت صلاته وصيامه” .ثم يصنف الخوارق حسب المقامات:”فمن مجاهدة البدن تظهر الكرامات الحسية، إما من جهة العبادة، كحلاوة الطاعة ولذيذ المناجاة، لقوله صلى الله عليه وسلم (من غض بصره رزقه الله عبادة يجد لذتها).
ومن جهة خرق العادة الحسية كالمشي على الماء والطيران في الهواء وطي الأرض وتسخير السباع وجلب الطعام والماء من الغيب.ومن مجاهدة النفس تظهر الكرامات المعنوية من فهم العلوم واتساع الفهوم، وتحقيق اليقين وشهود رب العالمين وتسخير النفوس وقهرها وظهور الجلالة والمهابة إلى الخلق لحديث (إنما يرحم الله من عباده الرحماء)، ولقوله صلى الله عليه وسلم (من خاف الله خافه كل شيء).ومن مجاهدة الشيطان تظهر الكرامات الحقيقية بالكفاية والهداية و الحفظ من الضلال والغواية لقوله تعالى ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) الحجر 42فالكرامة الحقيقية إنما هي الاستقامة على الدين وحصول كمال اليقين ولذا كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يتشوفون للكرامة، وإنما يتشوفون لنيل الاستقامة”
من ورقة علمية للشيخ معاذ سيدي عبد الله بعنوان : ( الخطاب العجائبي في السرد الموريتاني – الكرامات والمناقب نموذجا)
.———————————— (1) – الشيخ محمد الخضر بن مايابى – سلم الأرواح والأشباح إلى نيل مقر السعادة والفلاح – ج1 – ص 394