القول بفناء النار والتشكيك في الخلود فيها / محمد عبد الرحمن عبدي
لبسم الله الرحمن الرحيم
القول بفناء النار والتشكيك في عذاب النصارى الكفار شنشنة نعرفها من أخزم قول جهم بن صفوان المعتزلي بفناء الجنة والنار، تبعه فيه ابن تيمية وظله ابن قيم الجوزية والوهابية فقالوا بفناء النار مستثنين فناء الجنة وذلك لا يخلصهم ومن اتبعهم من ورطة ذلك، فالقول بفناء أحدهما كالقول بفنائهما معا سواء بسواء خالف ابن تيمية وابن القيم يذلك إجماع الأمة الذي نقل الطحاوي في عقيدته وابن حزم في الملل والنحل.
قال العلامة أحمد بن أحمد بن البشير القلاوي الشنقيطي في كتابه مفيد العباد(مفيد العباد سواء العاكف فيه والبادي ص150 ط1/1999 الإمارات أبو ظبي ) ، في اعتقاد ابن تيمية وابن القيم الفاسد الشاذ المخالف للإجماع- فيما يجب على كل مسلم اعتقاده مما علم من الدين ضرورة من وجوب الإيمان بخلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار: “وأطال ابن القيم كشيخه ابن تيمية للانتصار لرأيه في فناء النار ولتأييد شيخه القائل بذلك، وألف في ذلك عدة كراريس وقد صار بذلك أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان لمخالفته لنص القرآن وختم بذلك كتابه الذي في وصف الجنان، فكان من قبيل “إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار” كما في الحديث الصحيح ،. ولا تظنن أن العلامة أحمد بن أحمد بن البشير القلاوي الشنقيطي المحض الحقيقي، هو وحده من نقل ذلك عنهما، لقد أثبت الحافظ الثقة تقي الدين السبكي على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم هذا القول بفناء النار ورد عليهما برسالته المشهورة “الاعتبار ببقاء الجنة والنار”، والحافظ السبكي من معاصري ابن تيمية، وقد أشاد الحافظ العسقلاني برسالة السبكي وذلك في فتح الباري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وقد ألف الوهابي عبد الكريم الحميد كتابه في فناء النار” القول المختار لفناء النار”، وكذلك شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (أثنى على كتابه ابن باز) ص/427، المكتب الإسلامي-بيروت، وأثبت محمد بن اسماعيل الامير الصنعاني قول ابن تيمية وابن قيم الجوزية بفنائها في كتابه “رفع الاستار لابطال أدلة القائلين بفناء النار “( ص 111 )، وكذلك محمد بن احمد السفاريني في ” لوامع الانوار البهية ” ج2/235 ، ونعمان بن محمد الالوسي في ” جلاء العينين في محاكمة الاحمدين ” ص 421 ، ومحمد رشيد رضا في مجلته المنار الجزء الاول والثاني – المجلد الثاني والعشرون. كذلك أثبت هذا القول الفاسد المخالف لصريح القرءان والحديث شيخ الوهابية محمد ناصر الدين الالباني في تعليقه على كتاب (رفع الاستار) ص 28 وفي تعليقه على الطحاوبة
لا تستغربوا إذن ممن هذا مذهبهم ومعتقدهم تشكيكهم اليوم في عذاب النصارى، وفي تفسيرهم القرآن حسب أهوائهم ومرادهم بعيدا عن مناهج المفسرين من تفاسير أئمة الدين الأولين من السلف الصالحين كالتفسير بالمأثور ومعرفة أسباب النزول فتلك شنشنتهم نعرفها من أخزم، وها هو ذا محمد الحسن بن الددو يتنصل من هذا القول ويتبرأ منه كما تبرأ قبله في محاورته الشهيرة لشيوخ الوهابية العلامة آبه بن أخطور من القول بفناء النار.