بعلبك تعيد الجمهور إلى مهرجانات الصيف اللبنانية بعد 3 سنوات من الغياب
11 يوليو 2022، 12:48 مساءً
بيروت ـ رويترز: أعادت مهرجانات بعلبك الدولية الجمهور إلى الهياكل الأثرية الرومانية معلنة بدء موسم المهرجانات الصيفية في لبنان بعد غياب لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا وأسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد.
وتحت عنوان (رجعت ليالي بعلبك) قدم المايسترو لبنان بعلبكي وشقيقته المطربة سمية ليل الجمعة (الثامن من يوليو تموز) حفلة جمعت بين التراث والأغاني الشعبية اللبنانية.
وقال بعلبكي لرويترز “الموسيقى والفنون هي أكثر شيء تضررت بسبب جائحة كورونا وأول ناس وقفوا شغل وآخر ناس رجعوا على الشغل، هذه اللحظة كتير مهمة بالنسبة للموسيقيين وعلى صعيد البلد ككل كتير مهمة هذه العودة، عودة النشاط الفني والثقافي والحضاري بهذا البلد”.
واعتاد البلد في السابق على إقامة العديد من المهرجانات الموسيقية كل صيف واستقطاب فنانين عالميين. إلا أن هذا العام، كانت مراسم افتتاح المهرجانات محدودة واقتصرت تقريبا على فنانين لبنانيين.
وتقول ميشلين أبي سمرا من جمعية بيروت ترنم “اليوم سمية على مسرح بعلبك أعادت تذكيرنا بأهمية وعراقة ثقافتنا الموسيقية. يمكن بسبب الأزمة لا نستطيع ان نحضر فنانين من الخارج، موسيقيين وأصوات عالمية، ولكن هذه الأزمة تذكرنا أننا نحن أيضا لدينا أصوات لبنانية تضاهي العالمية”.
وفي ظلال معبد باخوس الأثري، وقفت الفنانة سمية تشدو أغنيات فيما كان شقيقها المايسترو لبنان يتولى إدارة فرقة موسيقية فاقت الأربعين عازفا وعازفة بمشاركة جوقة سيدة اللويزة.
وبفستانها الأبيض، قدمت سمية إحدى أكثر الأغنيات اللبنانية شعبية (يسلم لنا لبنان) والتي اشتهرت بها الفنانة الراحلة صباح على أدراج المهرجانات نفسها في القرن الماضي.
وامتلأت مدرجات مسرح باخوس أو ما يعرف بمعبد الشمس بمن حضروا من مدن لبنانية عدة ليكسروا الطوق والعزلة بالاستماع إلى الطرب الشعبي والفولكلور.
وأدى الانهيار المالي، الذي وصفه البنك الدولي بأنه واحد من أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ الثورة الصناعية، إلى انقطاع التيار الكهربائي ونقص الأدوية في جميع أنحاء البلاد.
وزاد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 وموجات عديدة من الإصابات بفيروس كورونا من الأزمات التي يعيشها اللبنانيون.
وقالت سمية بعلبكي لرويترز في ختام الحفل “هذا يوم استثنائي.. رغم كل الصعوبات التي واكبت عملنا أقمنا هذه الحفلة وهذا فعل تحدي وفعل إيماني بهذا البلد وبصورة هذا البلد وبالفن والثقافة وبالقوة الناعمة التي تصنع التغيير”.
كان هذا أول أداء لسمية بعلبكي على الإطلاق في مدينتها التي تحمل اسمها. فيما كان آخر عرض لشقيقها هناك في 2019، قبل أشهر فقط من بدء الانهيار المالي في لبنان.
ويتضمن برنامج مهرجانات بعلبك حفلا لفرقة أدونيس اللبنانية لموسيقى الروك.
أما حفل الختام فسيكون في 17 يوليو تموز مع عازف البيانو الفرنسي اللبناني سيمون غريشي والراقصة الصوفية الإيرانية رنا جرجاني حيث يقدم الثنائي أمسية تمزج بين البيانو والرقص بمشاركة جاكوبو بابوني شيلينجي مؤلف الموسيقى الكهروصوتية الذي سيقدم فواصل مستوحاة من الشرق تعمل على الربط بين مقاطع البيانو المختلفة.
وأثنى الإعلامي ريكاردو كرم على ما تم تقديمه بالحفل قائلا “بشوف اللي عملوه الليلة سمية ولبنان كان شئ كتير مهم. إحنا عايشين ظروف صعبة كتير، أيام سودة كتير حلكوها وأعطوها ألوان، الليلة اللي هم عملوه إنهم زرعوا بهجة بقلوب ناس، قلوب تعيسة، قلوب حزينة، قلوب كئيبة”