أوهام أردوغان.. واستمرار السقوط / عادل السنهورى
فى إحد البرامج التليفزيونية كشف المفكر والسياسى الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الأسكندرية عن طبيعة المخطط الذى كان يتم تنفيذه فى المنطقة قبل اندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربى.
قال الدكتور مطصفى أنه التقى فى عام 2006 تقريبًا باحدى الشخصيات السياسية فى الحكومة الجزائرية ودار بينهما حديث حول القادم من تغييرات فى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا المنطقة العربية. وأكد له هذا المسئول أن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة خلال السنوات المقبلة وسيلعب فيها شخص اسمه أردوغان – وكان يشغل منصب رئيس الوزراء وقتها فى تركيا- دورا كبيرا بصفته يحتل موقعا مهما فى التنظيم الدولى للاخوان. وعرضت تلك الشخصية على الدكتور الفقى أن يحدد له موعدا للقاء أردوغان واعتذر الدكتور الفقى.
القصة كاشفة لما كان يدور من مخطط شيطانى بقيادة التنظيم الدولى للاخوان للسيطرة على مقاليد السلطة فى المنطقة والبداية من مصر ، وكان حلم استعادة الخلافة العثمانية التركية فى المنطقة يراود تركيا ورئيس وزراءها الذى كان يمتلك في يده بحكم الدستور مقاليد الأمور فى انقرة.
وتحقق ما أرادوا له بتفجير الأوضاع فى عدد من الدول العربية فى تونس ومصر وسوريا وصعود تيار الاسلام السياسى الممثل فى جماعة الاخوان الى السلطة..وبدا لأردوغان أن حلم الخلافة قد بدا حقيقة واقعة لا محالة بعد استيلاء الاخوان على الحكم وتنثيب محمد مرسى رئيسا لمصر.
وليس بعيدا عن الذاكرة المصرية والعربية مشهد الاستقبال الحافل برجب طيب أردوغان فى مطار القاهرة فى زيارته الأولى لمصر أثناء حكم الجماعة وتهافت وسائل الاعلام على اجراء لقاءات معه وتحدث وكأنه السلطان العثمانى الجديد وباعث الخلافة العثمانية الذى يتحدث من مصر احدى الولايات التابعة له.
لكن مالبث هذا الوهم أن انهار مع ثورة الشعب المصرى التى حماها الجيش فى 30 يونيو ضد حكم الاخوان..وسقوط مرسى و الجماعة تحت أقدام الشعب والجيش والزج بهم الى السجون.. وهو ما اصاب أردوغان باللوثة السياسية والعقلية معا.. فالحلم تحول الى كابوس استيقظ عليه رجل التنظيم الدولى للاخوان فى تركيا فهاج وماج وراح يبث سمومه وحقده وأكاذيبه ضد مصر وشعبها وقيادتها.. ثم جاء موت مرسى الذى ارتبط به حلم ووهم أردوغان
التطاول على مصر وبث الأكاذيب هو حالة الهذيان المستمرة لدى أردوغان فخرج بتصريحات لا تمت للأعراف الدبلوماسية بصلة ولا باللياقة السياسية، فتحول رثاء محمد مرسي عند أردوغان إلى تصريحات تهاجم الدولة المصرية.
هى حالة الحقد المستمرة ومحاولة الانتقام من هذا الشعب والجيش اللذان حطما الوهم العثمانى فى 30 يونيو.
مازال أردوغان يعيش اوهامه كشخصية درامية تشبه الى حد كبير شخصية رشدى الذى أداها الفنان الراحل أحمد توفيق فى فيلم شيئ من الخوف انتاج 1969 الذى أراد أن يكون البطل ” عتريس” وهو لا يملك مؤهلات البطولة ولا الشخصية فاصابه الجنون وخرج ” عيال البلد” يزفونه فى الشوارع” شوفوا المجنون يا ولاد”
أردوغان سيظل يعيش أوهامه وأوجاعه وآلامه وحقده على 30 يونيو وليس غريبا ما يهذى به ضد مصر وقيادتها.
عن اليوم السابع