استخلاص الدروس من مسيرة الامة بين ظروف الهزيمة والنصر.. ما العمل؟/ عمر الحامدي
لابد للامة ذات الأهداف والتحقق التاريخي والارادة الحضارية من أعمال الفكر والمراجعة والنقد لحياتها إنجازاتها واخفاقاتها لكي تتقدم فماذا يمكن قوله في ذكرى 19/11/1977 وماذا تعني بالنسبة للنصر الذي تحقق في أكتوبر 1973وكيف تعد معادلة الحياة والنصر بعد ما ترتب على ذلك من مخطط كامديفيد ومشروع الشرق الاوسط الجديد الي خطط لاجتثاث للعرب هذا يتطلب مراجعة واعية تستدعي التاريخ لمناقشة الحاضر ونقده في اتجاه التغيير من أجل الانتصار لابد من البدء من تشخيص الوضع العربي ووصفه ماضيا وحاضرا لنقول انه يحكمه ثلاثية التخلف والتجزئه والعدوان وتحدياتها. ومن أجل فتح حوار جاد لكي نتوصل لفهم مشترك ونتمكن من أحداث التجاوز والنصر والأمة في أخطر لحظات حياتها سأعرض الموضوع على مراحل
– مخطط العدوان الامبريالي الصهيوني ضد الامة العربية منذ 1907
– قيام الثورة العربية بقيادة عبد الناصر من مصر 1952 حتى انتصار اكتوبر 1973
– زيارة القدس وماعنته وما قادت اليه في كامديفيد 1979 وما بني عليه في مشروع الشرق الأوسط الجديد
– مصر تنهض وتقاوم بعد ماسمي بالربيع العربي بثورة 30/6 فكيف يلزم دعمها لتقوم بدورها لاستنهاض الامة العربية رسميا وشعبيا على طريق النصر والتقدم.
اولا : مخطط الاستعمار ومراحل تنفيذه
– لابد من التمهيد لإحياء ذاكرة مثقلة غامضة ومشوشة ولابد من إعادة دراسة مرحلة الحروب الصليبية وغزو التتار حتى سقوط بغداد 1258 ماقاد اليه ذاك إلى أضعاف دور العرب حتى اختطف الاتراك الخلافه وتواراثوها
– لابد من الانتباه إلى أن أوروبا تواصلت مع العرب حربا وسلما بعد ان استفادوا منهم ونقلوا عنهم وبعد أن تهيأت اوروبا لمشروعها الحضاري وبدأت تتوسع استعماريا ومن خلال المشروع الراسمالي الجشع فتقاطع ذلك مع غلو اليهود الصهاينة وتم احتضان المشروع الصهيوني نهاية القرن 19 ودعمه بعد ذلك –
عرف التاريخ ان الدول الاستعمارية الاورربية اجتمعت بلندن وحددت ” أن العرب هم العدو التاريخي للغرب ” وان ذلك يستدعي احتلال وطن العرب وتقسيمهم وللحيلولة دون وحدة العرب يتم غرس كيان غريب يفصل المشرق عن المغرب
– تم تنفيذ ذلك في سايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917 حيث احكمت الدول الاستعمارية قبضتها على كل الوطن العربي وتم تقسيمه وفرض الوجود الصهيوني وتشريد شعب فلسطين من وطنهم ولايزالون
ثانيا : رغم تلك الظروف من التخلف والتجزئية فقد تحركت قوى الوعي في الامة العربية وتشكلت نويات للمقاومة منذ أواخر العهد العثماني مثل الجمعية العربية الفتاة ثم الموتمر العربي الأول 1913 ثم الثورة العربية بقيادة الشريف حسين 1916 والتي افشلها الانجليز وعامل التخلف وأنهمك العرب في مواجهة الاستعمار كل في منطقته وكانت اول دعوه قومية خرجت من سوريا على يد المفكر الارسوزي الي أحال الاتراك مسقط راسه ف إلى تأسيس حزب البعث العربي 1947
-ثم انطلقت من أرض مصر الكنانه ثورة 23 يوليو بقيادة عبد الناصر والتي حملت شعار الحرية والاشتراكية والوحدة وسمحت بأمتداد الثورة من المحيط إلى الخليج وأسهمت في استعادة الشعور القومي خاصة بعد حرب 1956 وقيام الوحدة بين مصر وسوريا 1958
– لكن الرد الامبريالي الصهيوني الرجعي تصاعد فكان الانفصال عام 1961لضرب فكرة ونواة الوحدة ثم عدوان 1967 الذي سجل هزيمة قاسية للمشروع القومي
– ورغم ذلك قاومت الامة العرببة ولم تستسلم وعقد مؤتمر الخرطوم في نفس العام جاملت اللقاءات الثلاث لاتفاوض لا صلح لا اعتراف وتمكن عبد الناصر من اعداد مصر المواجهة من خلال حرب الاستنزاف ودعم بقيام الثورة في كل من السودان وليبيا ووقع ميثاق طرابلس للوحدة بين البلدان الثلاثه.
ثالثا : جاءت وفاة عبد الناصر عام 1970 فكانت ضربة قوية للمشروع القومي لكن الدعم والإعداد الذي انجزه عبد الناصر وخاصة معركة الاستنزاف واصرار جماهير الشعب على رد الكرامة واستمرار التضامن العربي مكن مصر وسوريا من خوض معركة أكتوبر وتحقيق نصر عسكري مؤزر بالعبور وكسر شوكة الجيش الصهيوني – لكن ماجرى بعد 15/5/1971 انعكس رغم كل ذلك على الأوضاع العامة ولم يحدث نصر أكتوبر ذلك التأثير الي كان يتوجب أحداثه عسكريا وسياسيا واتيح للامريكان التدخل من خلال شعارات السلام – وهكذا جاءت زيارة الرئيس السادات للقدس مترجمة لتوجهات تلك المرحلة التي اوصلت إلى اتفاقيات كامديفيد والتي قضت على التضامن الغربي وقيادة مصر للامة.
رابعا : بعد ذلك دخلت الامة العربية والمنطقه في ظرف اعيد فيه تفعيل تلك العوامل التي تم الإشارة اليها في المقدمة من التخلف والتجزئية والعدوان المتواصل منذ بداية القرن العشرين وجد الامريكان في ذلك الفرصه سانحة لوضع مخطط الشرق الأوسط الجديد هو واضح لخريطة تقسيم المقسم والقضاء على العرب
– ولتفعيل ذلك جاء ماسمي بالربيع العربي الذي تم خلاله العصف بالوطن العربية باسم الديمقراطية وتجنيد التيار المتأسلم لخدمة المخطط
– لكن ارادة الشعب والجيش ردت في 30/6 وقررت التخلص من آثار ذلك الربيع غير العربي واستعادة مصر قوتها ولذلك جمدت ضدها تركيا إثيوبيا في حطة لا تخطئيها العين وهنا من أجل مصر والأمة العربية ندعو إلى ضرورة ربط تاريخ مصر ومقاومتها بتفعيل أهداف ثورة 23 يوليو من أجل مصر خامسا : اليوم واضح خطورة العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي على الأمة العربية ومدى قدرته على تحقيق الضرر بآلامة العربية من فرض دور وظيفي على الانظمه واستقطاب التيارات المعادية للعروبة والاسلام وزاد مشروع الإبراهيمية وماترتب عليه من اختراق الكيان الصهيوني حتى انتقل من الخليج إلى السودان والمغرب
– لذلك فإن الامة في خطر وان خطورة المشروع الامبريالي الصهيوني لم تعد خافية على احد لذلك فإن الجماهير والقوى الوطنية مطالبة لبذل الجهد التعبير عن رأيها بشكل مسؤول – محاولة أحياء دور الجامعه العربية كمنظمة إقليمية ومحاولة تفعيل دور مصر والجزائر.
– العمل على تأسيس الحركة العربية الواحدة ونأمل أن تسمح ضروف مصر بتبني هات